سائق التوصيل محمد محسن نذير (يسار)، كاجيتان هوبنر يلتقيان سائق الظهيرة (يمين). الصور: مقدمة
سائق التوصيل محمد محسن نذير (يسار)، كاجيتان هوبنر يلتقيان سائق الظهيرة (يمين). الصور: مقدمة

سائق توصيل في دبي يعيد 15 ألف درهم لعميل دفع بالخطأ

المغترب البولندي "كاجيتان هوبنر" دفع بالخطأ 17 ألف درهم مقابل طلب توصيل تكلفته 1700 درهم فقط،
تاريخ النشر

تلقى المغترب البولندي "كاجيتان هوبنر"، الذي انتقل مؤخراً إلى دبي، ترحيباً حاراً واختبر بنفسه صدق المقيمين في الإمارات العربية المتحدة. بعد أن دفع عن طريق الخطأ مبلغاً زائداً قدره 17000 درهم إماراتي مقابل طلب توصيل تكلفته 1700 درهم إماراتي فقط، وتلقى كاجيتان مكالمة من السائق، الذي نبهه إلى الخطأ وأراد إرجاع المبلغ الزائد.

وقال كاجيتان متذكراً الحادثة لصحيفة خليج تايمز : "لم أدرك أنني دفعت له مبلغاً إضافياً واعتقدت أنني أسقطت نقودي أو فقدتها. أرسل لي رسالة في اليوم التالي وقال إنني ارتكبت خطأ وأنه سيعيدها إلي. لم أصدق أنني استرديت نقودي. ومنذ ذلك الحين، بقيت على اتصال دائم به؛ نحن مثل الإخوة".

بالنسبة لعامل التوصيل شركة "نون محمد محسن نذير"، كان الأمر بمثابة صدمة عندما أحصى النقود في نهاية نوبته. قال: "استمريت في التحقق من تفاصيل التسليم وحساب النقود. تساءلت إن كانت عيناي تخدعانني، وأن هناك صفراً مفقوداً. تأكدت من زملائي أنني لم أخطئ في الحساب. ثم فكرت إن كان قد أعطاني أحدهم إكرامية كبيرة، لكن لا أحد يقدم إكرامية بهذا الحجم."

"اتصلت بي والدتي من باكستان في ذلك الوقت، وأوضحت لها حيرتي، ونصحتني بالاتصال بكاجيتان والتأكد منه على الفور، وأخبرتني ألا أحتفظ بدرهم واحد من تلك الأموال دون أن أستفسر منه".

قام محمد بإيداع مبلغ 1750 درهماً إماراتياً لدى (نون) Noon في ذلك المساء وتأكد من عدم فقدان أي أموال. وفي اليوم التالي، اتصل بكاجيتان وأعاد الأموال.

  • شاهد الفيديو :

التسليم عن طريق الخطأ

أقام كاجيتان وصديقته في فندق أثناء البحث عن منزل للاستقرار في دبي مارينا. "أردت شراء سكوتر كهربائي للتنقل في الحي. بحثت على موقع نون ووجدت عرضاً جيداً".

وبما أنه كان جديداً في الإمارة، فقد اختار الدفع عند الاستلام. قال: "عندما جاء محمد لتسليم الطلب، كان متفهماً للغاية وعرض عليّ أن أحضره إلى غرفتي. لكنني أخذته في المصعد وشكرته. ثم دفعت المبلغ وأعطيته إكرامية قبل أن أصعد إلى غرفتي.

ولم يدرك كاجيتان أنه بدلاً من دفع 1750 درهماً، دفع 17050 درهماً عن طريق الخطأ. وقال: "في بولندا، أكبر ورقة نقدية لدينا هي 500 زلوتي. اعتقدت أن الأوراق النقدية التي كانت بحوزتي كانت من فئة 500 درهم، لكنها كانت 1000 درهم. سلمته المال لكنني لاحظت أنه لم يحسبه. اعتقدت أن هذه هي الطريقة التي تتم بها الأمور في دبي".

ولم يلاحظ كاجيتان اختفاء نقوده إلا في وقت الغداء. ولم يتمكن من العثور عليها، فبحث كاجيتان وصديقته في الغرفة لمدة ساعتين. وقال: "كان لدينا سبع حقائب بها كل أمتعتنا مبعثرة في كل مكان. كانت الفوضى عارمة، وكنا نحاول العثور على المال. وفي النهاية، اعتقدت أنني فقدته. اعتقدت أنه سقط من جيبي عندما دفعت أجرة التوصيل. سألتني صديقتي عما إذا كنت قد دفعت مبلغاً أكبر من اللازم عن طريق الخطأ، لكنني كنت واثقاً أنني لم أفعل".

محمد يعيد المال إلى كاجيتان
محمد يعيد المال إلى كاجيتان

شعور بالارتياح

وفي اليوم التالي للحادث، شعر كاجيتان بالإحباط. وقال: "كان المبلغ كبيراً، ولم أكن متأكداً من كيفية المضي قدماً، وفي تلك اللحظة تلقيت رسالة من محمد بشأن المبلغ الإضافي. ولم أصدق ما قرأته".

وفي ذلك المساء، سلم محمد المال إلى كاجيتان. وقال كاجيتان: "أعطيته 300 درهم، لكنه رفض أن يأخذها. وقال إن مكافأته الحقيقية عند الله وإن من واجبه أن يعيد المال. واضطررت إلى إجباره على قبولهم. وأنا ممتن للغاية لأمانته لأنه كان بإمكانه بسهولة الاحتفاظ بالمال دون أن يعرف أحد".

وقد قامت صديقته بتصوير المحادثة، ثم قام بنشرها لاحقاً على وسائل التواصل الاجتماعي بإذن من محمد. ومنذ ذلك الحين، انتشرت القصة على نطاق واسع، وكافأت نون محمداً على صدقه.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com