لسعة قناديل البحر قد تؤدي للوفاة
لسعة قناديل البحر قد تؤدي للوفاة

"ستينج بلايد"أداة جديدة للحماية من لسعات قناديل البحر

"ستينج بلايد"، منتج يقزل منتجوه أنه يزيل بأمان أشواك قنديل البحر الدقيقة من الجلد
تاريخ النشر

يتزايد ظهور قناديل البحر في مياه الإمارات مع حلول هذا الوقت من العام، حيث يمكن أن تسبب لسعاتها آلاماً شديدة وقد تشكل خطراً على الحياة في بعض الحالات. وللمساعدة في حماية السباحين ومرتادي الشواطئ، قامت شركة مقرها المملكة المتحدة بتطوير منتج قابل للارتداء يُدعى "ستينج بلايد" "Stingblade". يزعم هذا المنتج أنه يمكنه إزالة أشواك قناديل البحر الدقيقة من الجلد بأمان ودون تفعيلها، مما يقلل من الألم ويمنع حدوث لسعات إضافية.

"مارك داير"، وهو من عشاق الرياضات المائية، طور "ستينج بلايد" "Stingblade" حبث كان قد تعرض للعديد من لسعات قناديل البحر على مر السنوات. وقد وقعت له حادثة مؤلمة جداً أثناء السباحة قبالة ساحل صقلية في عام 2018، حيث تعرض لحوالي 20 لسعة أثناء السباحة وسط سرب كبير من قناديل البحر.

وأشار "داير" إلى أن كمية السم على جلده كانت كافية لتشكيل خطر صحي جدي إذا تم امتصاصها بالكامل. باستخدام سكين الغوص، قام بكشط معظم الأشواك، وهو ما ألهمه لاحقاً لتطوير "ستينج بلايد" "Stingblade". وقال "داير" لصحيفة "خليج تايمز": "أردت أن أبتكر شيئاً يساعد الناس على التعامل مع لسعات قناديل البحر بأمان وسهولة، خاصة مع تزايد انتشارها".

كيف يعمل "ستينج بلايد"

أداة "ستينج بلايد" هي أداة صغيرة مصممة لإزالة أشواك قناديل البحر بأمان، حيث يمكن ارتداؤها حول الذراع مثل سوار قياس ضغط الدم. تم تصنيع شفرتها البلاستيكية من شباك الصيد المعاد تدويرها من كورنوال، إنجلترا. وأوضح مبتكرها، مارك داير، أن الهدف من تطوير هذه الأداة يتجاوز تقديم منتج مفيد فحسب؛ إذ يسعى داير أيضاً إلى زيادة الوعي حول كيفية التعامل مع لسعات قناديل البحر لمنع تفاقم الإصابات.

بمجرد أن يلتصق شوك قنديل البحر بالجلد، فإنه يثبت في مكانه بحدة. وإذا تم لمسه، فقد يفرز السم بشكل أعمق في الجلد. ينصح "داير" بعدم لمس الشوك مباشرة ويوصي باستخدام "ستينج بلايد" لكشطه بعناية، مما يقلل من الألم والتعرض للسم إلى الحد الأدنى.

شفرة اللدغة
شفرة اللدغة

وأشار "داير" أيضاً إلى الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الناس عند التعامل مع لسعات قناديل البحر، مثل فرك اللسعة، مما قد يؤدي إلى دفع المزيد من السموم إلى الجلد، أو استخدام الماء البارد، الذي قد يحفز إطلاق المزيد من السموم. كما تذكر حادثة حيث قام أحد رجال الإنقاذ بتطبيق الخل على لسعته، مما أدى إلى تنشيط الأشواك الدقيقة، وإطلاق السموم بالقرب من عموده الفقري، مما زاد من حدة الإصابة.

المياه الدافئة والصيد الجائر يزيدان المشكلة سوءاً

وفقاً لخبراء البيئة، فإن ارتفاع أعداد قناديل البحر يمكن ربطه بارتفاع درجات حرارة المياه والصيد الجائر، الذي يقلل من أعداد المفترسات الطبيعية لقناديل البحر، مثل السلاحف البحرية. وأكد "مارك داير" أن الصيد الجائر قد زاد من تفاقم هذه المشكلة في محيطات العالم، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.

تنصح هيئة البيئة في أبوظبي مرتادي الشواطئ بشكل منتظم بتجنب ملامسة قناديل البحر والحفاظ على مسافة آمنة. وتعد مياه أبوظبي موطناً لسبعة أنواع من قناديل البحر، والأكثر شيوعاً منها هو قنديل البحر القمري وقنديل البحر الأزرق، حسبما أفادت الهيئة.

تستخدم قناديل البحر خلايا لسع متخصصة تُعرف باسم "النيماتوسيست"، الموجودة في مجساتها للدفاع عن نفسها. ويمكن لمجس واحد أن يحتوي على آلاف من هذه الخلايا، كل منها قادر على حقن السم في الجلد.

في حين أن معظم لسعات قناديل البحر غير ضارة، يحذر الخبراء الصحيون من أن بعض اللسعات قد تسبب إزعاجاً كبيراً أو مشاكل صحية. كما تنبه هيئة البيئة إلى ضرورة توخي الحذر من قبل الأفراد الذين يعانون من الحساسية، إذ يمكن أن تتسبب اللسعات في ردود فعل جلدية شديدة.

يمكن أن تتراوح أعراض لسعات قناديل البحر من خفيفة إلى شديدة، وذلك اعتماداً على نوع القنديل وحساسية الشخص المصاب. تشمل الأعراض الخفيفة الألم والحكة والشعور بالحرق، في حين أن اللسعات الأكثر خطورة قد تؤدي إلى صعوبات في التنفس وآلام في الصدر وتشنجات عضلية وتقرحات جلدية أو حتى الغثيان وآلام البطن. وفي حالات نادرة، قد تستدعي اللسعات رعاية طبية فورية.

وأفادت "سيمي كاريا"، مديرة العمليات لدى شركة "ستينج بلايد" "Stingblade"، بأنهم بدأوا بتسويق المنتج للفنادق ومراكز الغوص في الإمارات العربية المتحدة، متوقعة أن يلقى المنتج إقبالاً كبيراً.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com