سعود القاسمي يكرم ميكانيكياً ساهم في تطوير رأس الخيمة
لم يتخيل "حمد صغران" قط أن يصافح صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم رأس الخيمة. ووصف صغران، الذي اشتهر بعمله كأحد أوائل الميكانيكيين في رأس الخيمة، تلك اللحظة بأنها "مناسبة فخورة للغاية"، حيث جاءت قبل أيام قليلة من العيد الوطني الثالث والخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال صغران، الذي ظهر مؤخراً في صحيفة خليج تايمز ، معرباً عن دهشته من التكريم: "لقد كان حلماً تحقق. لم أكن أتوقع الحصول على جائزة، لكنني شعرت بالتقدير الحقيقي لكل ما أنجزته".
كان ذلك في أوائل ستينيات القرن العشرين، وكان صغران في منتصف العشرينيات من عمره آنذاك، عندما بدأ في إصلاح المحركات التي تضخ المياه للشرب والري للمزارع والمجتمعات المحلية في رأس الخيمة. كانت المحركات مستوردة من المملكة المتحدة، لكن مهاراته هي التي جعلتها تعمل بسلاسة، حيث كانت المزارع والمنازل تعتمد عليه في إمدادها اليومي بالمياه.
وفي الوقت الحاضر، تم الاحتفاء بمساهمات صغران في التنمية المبكرة للإمارة خلال الافتتاح الأخير لمتحف الاتحاد للمياه والكهرباء.
وقد تم عرض مقطع فيديو تكريمي يسلط الضوء على الدور المحوري الذي لعبه صغران في تطوير إمارة رأس الخيمة. وتبع ذلك حفل توزيع الجوائز حيث تم تكريم صغران من قبل صاحب السموالشيخ سعود بن صر القاسمي إلى جانب المهندس سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
واكتسبت المناسبة أهمية أكبر عندما أجرى صغران وحاكم رأس الخيمة مناقشات حول المشاريع التي عمل عليها، بما في ذلك بئر المياه التاريخية "سيديروه". وأشار صغران إلى مدى أهمية تذكر سموه للبئر - وهو الموقع الذي قضى فيه الحاكم بعض الوقت أثناء طفولته.
إعادة التواصل مع زميل
خلال الحفل، التقى صغران بزميل سابق له من السبعينيات، وهو صابر البرغوثي، وكان البرغوثي هو من تعرف على صغران أثناء توجهه إلى الحفل.
وقال صغران لصحيفة الخليج تايمز خلال اللقاء غير المتوقع: "لم نكن نعلم أننا ما زلنا على قيد الحياة". وتذكر الاثنان سنوات عملهما في شركة الاتحاد للمياه والكهرباء، وتذكرا الاجتماعات الأسبوعية في دبي ومهام العمل المشتركة. وأضاف صغران: "كنا صديقين حميمين، ونأمل أن نبقى على اتصال كما وعدنا بزيارة بعضنا البعض".
ترك إرث
والآن، بعد أن بلغ من العمر 88 عاماً تقريباً، يشعر صغران بالسعادة والهناء، فهو محاط بأولاده التسعة والعديد من الأحفاد. ومع ذلك، فهو لا يزال مكرساً لعمله، ولديه ورشة صغيرة في منزله حيث لا يزال يصلح بعض أجهزة المطبخ ومضخات المياه.
بالنسبة لصغران، فإن التكريم الذي حصل عليه مؤخرًا سيظل مصدر فخر دائم لعائلته. وقد عبر أبناؤه وأحفاده عن سعادتهم، واحتفوا بإرثه ومساهماته في الإمارة.
ويمثل هذا التكريم إنجازًا شخصيًا وهدية ذات مغزى لعائلته ومجتمعه. وقال: "إن ترك إرث لعائلتي والاعتراف بي كميكانيكي في رأس الخيمة هو أحد أكثر اللحظات التي أفتخر بها في حياتي".