سلامة الطنيجي

الصور: تم توفيرها
سلامة الطنيجي الصور: تم توفيرها

سلامة الطنيجي: رمز للأمل في مواجهة التنمر

رحلة سلامة انطلقت من تجربة شخصية مؤلمة عايشتها إلى مناصرة حقوق الطفل
تاريخ النشر

برزت مدافعة شابة واعدة من الشارقة كشخصية رئيسية في المعركة ضد التنمر. الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً أصبحت منارة للأمل والتغيير منذ أن بدأت مبادراتها لمكافحة التنمر في الصف السابع. من خلال ورش العمل التي نظمتها لزملائها في الفصل، توسعت جهودها لتشمل المراكز المجتمعية والمنظمات الخيرية في جميع أنحاء الشارقة، مما أحدث تأثيراً كبيراً."

وبدأت رحلة سلامة سيف الطنيجي في مجال المناصرة بتجربة شخصية عميقة. فقبل عشر سنوات، في عام 2014، عندما كانت في الصف الأول، شهدت مشهداً مزعجاً.

فبعد أن رن جرس الاستراحة الأولى، سمعت سلامة أصواتاً مرتفعة، إذ لم يتمكن طفل في الثامنة من عمره من أصحاب الهمم من الدفاع عن نفسه في مواجهة استهزاءات بعض الطلاب.

وتبين لاحقاً أن الصبي يعاني من متلازمة "أنجلمان" التي تؤدي إلى تأخير في النمو وصعوبات في الكلام والتوازن.

وقالت سلامة لصحيفة "خليج تايمز" إن صغر سنها وطبيعتها الخجولة منعتها من التدخل حينها، لكنها تأثرت بشدة بموقف الطفلة.

وعندما وصلت إلى الصف السابع، بدأت بتنظيم ورش عمل لمكافحة التنمر خلال فترات الاستراحة.

وبفضل نجاحها، ضاعفت جهودها لتشمل مختلف الفئات والمراحل التعليمية، وتوسع نطاق عملها ليشمل المراكز والجمعيات الأهلية، مثل مراكز الأطفال في الشارقة.

وقد أكسب تفاني سلامة في خدمة هذه القضية منصب رئيسة المجلس الاستشاري للأطفال التابع للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة.

وفي لقاء مع الريم الفلاسي الأمين العام للمجلس، تم ترشيح سلامة كمتحدث رسمي لجائزة المجلس المرموقة للوقاية من التنمر في المدارس.

وكان اللقاء الأخير مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، من أبرز الأحداث التي لا تنسى في رحلة سلامة. ووصفت التجربة بأنها "استثنائية ولا تنسى"، وقالت إن اللقاء كان "مثل ارتداء نظارات الواقع الافتراضي".

رئيس الدولة يكرم سلامة الطنيجي
رئيس الدولة يكرم سلامة الطنيجي

وهنأها الشيخ محمد على إنجازاتها، وأشاد بالروح الإماراتية وشجعها على مواصلة جهودها. وأكد رد سلامة على إيمانها بالميزة التنافسية التي تتمتع بها دولة الإمارات من خلال شبابها، وهو الشعور الذي أشاد به صاحب السمو رئيس الدولة بحرارة.

وبعد أن حظيت بشرف مصافحة الرئيس، هنأها على الفوز بالجائزة، وأعربت عن مدى حظها بكونها إماراتية وأن يكون لها قائد مثل سموه. وقالت سلامة: "بينما تتنافس الدول بأسلحتها النووية، تنافس حكومة الإمارات بأطفالها وشبابها".

ونقلت عن صاحب السموالشيخ محمد بن زايد قوله لها: "الله يفرحك يا ابنتي".

وتتطلع سلامة إلى المستقبل من خلال المساهمة في مجال حقوق الطفل، بهدف تعزيز مكانة الشباب الإماراتي محلياً وعالمياً، وتسعى إلى الحصول على دور ديناميكي داخل الحكومة الاتحادية يسمح لها بمواصلة عملها الإبداعي.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com