سماء دبي تتألق بألف طائرة"درون": عرض بصري ساحر
تخيل سماء الليل مضاءة بعروض مبهرة لأكثر من ألف طائرة بدون طيار، كل واحدة منها تمثل بكسلاً صغيراً في لوحة ضخمة. حصلت صحيفة خليج تايمز على حق الوصول الحصري إلى منصة الإقلاع والهبوط المصممة خصيصاً على جزيرة "بلو ووترز" في دبي، حيث شهدنا بأنفسنا كيف تقلع مئات الطائرات بدون طيار لتروي قصة دبي.
تم تصميم هذا العرض بواسطة فريق مخلص، ليحيي مهرجان دبي للتسوق (DSF) بعرض بصري رائع. على مدار 38 ليلة متتالية، مع 76 عرضاً، حتى يستمتع الجمهور بمزيج ساحر من التكنولوجيا والفن.
تُقام العروض في "ذا بيتش جي بي ار" وجزيرة بلو ووترز في الساعة 8 مساءً و10 مساءً، حيث تعرض للمشاهدين لمحة عن دبي كما هي اليوم ورؤية لما يمكن أن تصبح عليه في المستقبل. ومن خلال تحويل مدرج سكاي دايف إلى مركز عمليات يعمل الفريق بشكل متواصل لضمان دقة لتفاصيل العرض. يستمر كل عرض لمدة 21 دقيقة، ويشمل صوراً مذهلة وحكايات تفاعلية.
وتتضمن الاستعدادات صف جميع الطائرات بدون طيار بعناية وإجراء فحوصات شاملة. يتم تخصيص ساعتين بين العروض لفحص الطائرات بدون طيار واستبدال بطارياتها والتأكد من أن كل شيء في حالة مثالية للعرض التالي. مع تحضيرات استمرت لمدة ستة أشهر، يحرص الفريق على أن يكون كل تفصيل مثالياً، مما يجعل التجربة ممتعة للجمهور.
من 6 إلى 26 ديسمبر، يكرّم العرض الأول إرث مهرجان دبي للتسوق، ويأخذ الجمهور في رحلة نابضة بالحياة عبر ثلاثة عقود من اللحظات التي لا تُنسى. تم تصميم هذا العرض البصري المذهل باستخدام تصميمات طائرات بدون طيار معقدة وصور حية، احتفالاً بالتاريخ الغني لدبي.
من 27 ديسمبر إلى 12 يناير، يتحول العرض الثاني إلى احتفال ديناميكي بدبي نفسها. يمزج الأداء بين التقليد والحداثة، ويضم تشكيلات طائرات بدون طيار ثنائية وثلاثية الأبعاد لمعالم شهيرة، وكل ذلك على إيقاعات قوية ومناظر صوتية مبتكرة.
وبينما تتجمع الحشود أمام عين دبي، أطول عجلة ترفيهية في العالم، ينطلق إعلان عبر المكبرات، ليشير إلى أن العرض على وشك البدء. وتحلق الطائرات بدون طيار في السماء في تشكيل مثالي، إيذاناً ببدء العرض.
يجذب العرض المدهش في السماء أنظار المشاهدين بينما تتحول الأضواء إلى قصة رائعة. تعمل كل طائرة بدون طيار كوحدة مستقلة، وتلتزم بمسار رحلتها المحدد. باستخدام أدوات الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد المتقدمة، يقوم الفريق بتنظيم أنماط متقنة تتناغم معاً لتخلق تجربة بصرية ساحرة.
تبدأ القصة، و يجذب انتباه المشاهدين قيام الطائرات المسيرة بإنشاء صور ورموز تمثل الثقافة الغنية والتاريخ المتنوع لدبي، بالإضافة إلى الأنشطة المتنوعة التي يمكن للناس الاستمتاع بها في المدينة، من رحلات السفاري الصحراوية المثيرة إلى تجارب التسوق الفاخرة. في لحظة، تمتلئ السماء بمجموعة رائعة من الألوان وفي اللحظة التالية، تتحول إلى تصوير مذهل لبرج خليفة، مظهرة أبرز معالم المدينة الشهيرة.
وقال القائمون على المشروع لصحيفة خليج تايمز إن المشروع الذي سيبدأ في 27 ديسمبر سيمزج بين التراث والمستقبل من خلال تقديم شخصية الجمل الذي سيلعب دور منسق اغاني (DJ) في العصر الحديث، ما يرمز إلى التقاليد والابتكار. وسيسلط هذا المشروع الضوء على التاريخ الثقافي الغني لدبي مع الاحتفال بروحها التطلعية إلى المستقبل.
المبدعون
شارك "جان إيسينج"، المدير الإبداعي في (AO Drones)، و"ماركو نيديرماير"، الرئيس التنفيذي ومؤسس (AO Drones)، رؤاهما حول تطور العرض والتكنولوجيا التي تقف وراءه.
وأوضح "إيسينج" قائلاً: "هدفنا هو خلق تجربة غامرة تلقى صدى لدى الجمهور. هذا ليس مجرد عرض ضوئي؛ بل هو قصة تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل في دبي، وكل ذلك من خلال التكنولوجيا المتطورة".
وتحدث "نيديرماير" عن التحديات الفنية قائلاً: "إن الدقة المطلوبة لتنسيق أكثر من ألف طائرة بدون طيار مذهلة. حيث تتواصل كل طائرة بدون طيار مع الطيار ومع بعضها البعض في آن واحد للتكيف مع ظروف الرياح، مما يضمن السلامة مع تقديم أداء لا تشوبه شائبة. إذا تجاوزت الرياح حدودنا، فلدينا بروتوكولات جاهزة لضمان سلامة الطائرات بدون طيار والجمهور".
وقد سلط" إيزينج" و"نيديرماير" الضوء على التحسينات التي طرأت على عرض العام الماضي مقارنة بعرض هذا العام. فلم يقتصر الأمر على إضافة 200 طائرة بدون طيار فحسب، بل تم أيضاً تحسين سير العرض، مما أدى إلى تجربة بصرية أكثر سلاسة وتماسكاً.
عملية التدريب
لقد عمل الفريق على تحسين عملياتهم مع بمرور الوقت، وتعلموا من كل عرض لتحسين تقنياتهم. وأكد "إيزينج" على أهمية التدريبات قائلاً: "قبل كل عرض، نجري تدريبات مكثفة للتأكد من أن كل طائرة بدون طيار تعرف مسارها وتوقيتها. هذا التحضير أمر بالغ الأهمية، حيث أن أي خطأ بسيط في الحساب يمكن أن يؤثر على الأداء بأكمله".
وأضاف نيدرماير: "نتدرب عادة في وقت متأخر من الليل عندما يكون الجو هادئاً. وهذا يسمح لنا بمحاكاة الظروف التي سنواجهها أثناء العروض الفعلية. كما لدينا خطط احتياطية جاهزة للتغيرات الجوية غير المتوقعة".
لا يقتصر الحدث على العرض المذهل فحسب، بل إنه يهدف إلى إشراك المجتمع. حيث تتم دعوة المشاهدين لإرسال رسائل يمكن عرضها في السماء. ويتيح هذا العنصر التفاعلي للجمهور الشعور بأنهم جزء من التجربة، مما يعزز ارتباطهم بالعرض.
وأوضح إيزينج أن "الناس يمكنهم إرسال رسائلهم من خلال رمز الاستجابة السريعة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ونقوم بجمع هذه الرسائل واختيار عدد قليل منها لعرضها في العرض. إنها طريقة رائعة لمشاركة الجمهور والشعور بالارتباط بالأداء".