شاب إماراتي ينتج ويعرض 22 نوعاً من العسل المميز
في سن الرابعة عشرة فقط، تمكن عبد الله حمد الكعبي من مدينة العين من ترسيخ مكانة مميزة لنفسه في تقاليد تربية النحل العريقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وباعتباره مربي نحل من الجيل الرابع، ورث عبد الله الحرفة من والده حمد الكعبي، وبدأ في صقل مهاراته في سن التاسعة.
واليوم، يدير عبدالله علامته التجارية الخاصة للعسل، عسل عاشق البر، التي تنتج 22 نوعًا مميزًا من العسل الذي يحظى بطلب كبير في كل من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. ومؤخرًا، عرض بفخر مجموعته في النسخة التاسعة من مهرجان حتا للعسل، الذي بدأ يوم الجمعة.
بالنسبة لعبد الله، فإن تربية النحل ليست مجرد تقليد عائلي، بل هي شغف وعمل نابع من الحب. قال مبتسمًا: "إن صنع العسل هو فن. إنه لأمر رائع كيف تعمل النحل معًا لخلق شيء نقي ومفيد للغاية. أشعر بارتباط خاص بالنحل والعملية. لطالما اعتقدت أننا فريق واحد كبير".
وبموازنة شغفه مع تعليمه، طور عبد الله روتينًا يوميًا منضبطًا. وأوضح: "أستيقظ في الساعة الخامسة صباحًا، وأؤدي صلاتي، وأذهب إلى المدرسة مثل أي طالب آخر. وبعد المدرسة، أعود إلى المنزل لتناول الغداء وأتوجه على الفور إلى المزرعة".
وأضاف "بالنسبة لي، لا أشعر أن الأمر يشبه العمل، بل هو شيء أتطلع إليه بصدق. إن تفقد خلايا النحل، وتعلم تقنيات جديدة من والدي، والتواجد بين النحل يجعلني سعيدًا".
ويواصل عبدالله إرث عائلته في تربية النحل الذي يمتد لسبعين عامًا، حيث تدير العائلة مزارع في العين وعمان، وقد تعلم عبدالله تقدير كيفية تأثير الاختلاف في المناخ بين المنطقتين على نكهة العسل. وأوضح: "يتميز العسل من عمان بمذاق فريد لأن الطقس والزهور هناك تختلف عن تلك الموجودة في العين. إنه لأمر مدهش كيف تشكل الطبيعة النكهة".
أضاف عبدالله لمسته الخاصة إلى أعمال العائلة، حيث ابتكر مزيجه الخاص من العسل باستخدام رحيق أشجار السدر والزيتون المزروعة في مزرعتهم وحولها. وقال بفخر: "هذا مشروعي الخاص. أردت أن أصنع شيئًا لا يُنسى يربطه الناس بمزرعتنا. يخلق مزيج زهور السدر والزيتون مذاقًا فريدًا يحبه العديد من عملائنا".
وعندما سُئل عن كيفية إدارة وقته بين المدرسة وشغفه، قال عبدالله إن الأمر يتطلب الانضباط. وقال: "أحرص على عدم إهمال دراستي أبدًا. أنهي واجباتي المدرسية في المساء بعد أن أقضي بضع ساعات في المزرعة".
بالنسبة لعبد الله، فإن تربية النحل ليست مجرد تقليد عائلي. يقول عبد الله: "إنها مهنة خاصة لأنها تربطني بتراثي. لقد بدأ جدي الأكبر هذه المهنة، وكل جيل عمل بجد للحفاظ عليها".
وأضاف عبدالله "أشعر بالفخر لأنني أواصل هذه الرحلة وأضيف إليها لمستي الخاصة. تربية النحل تعلمك الصبر والعمل الجماعي واحترام الطبيعة".
يتطلع عبد الله إلى المستقبل، ويحلم بتوسيع مشروعه ومشاركة متعة العسل الطبيعي مع المزيد من الناس. ويقول بثقة: "أريد أن يفهم الجميع الجهد المبذول في صنع العسل النقي. إنه ليس مجرد طعام، بل هو دواء وتقاليد وثقافة في وعاء واحد".