تقنيات متطورة تساعد محققي الشرطة في حل القضايا.
تقنيات متطورة تساعد محققي الشرطة في حل القضايا.

شرطة أبوظبي.. تقنيات حديثة في كشف الجرائم وتخزين الأدلة

تختبر تقنية جهاز ليزر متنقل يستخدم إشعاع الضوء للكشف عن الدم وبصمات الأصابع وتصويرها بسرعة.
تاريخ النشر

اقتحم رجلان ملثمان متجرا للذهب ليلا، وطعنا حتى الموت حارس الأمن الذي حاول إيقافهما ، ثم لاذا بالفرار من مكان الحادث، تاركين وراءهما الجثة والسكين.

كانت جميع بصمات الأصابع والحمض النووي التي تم جمعها من مكان الحادث تخص الضحية؛ ولم يترك اللصوص أي أثر وراءهم. ومع ذلك، لا يزال بإمكان الشرطة تحديد طول الرجلين باستخدام ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد يمكنه قياس لقطات تم التقاطها من كاميرا المراقبة بالمتجر لتقدير طولهما بدقة.

المثال المذكور أعلاه يوضح كيف يمكن للتقنيات المتطورة التي طورها القادة الشباب أن تساعد محققي الشرطة في حل القضايا.

كانت المرة الأولى التي استخدم فيها محققو مسرح الجريمة الماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد بعد انفجار تسرب الغاز في مبنى كنتاكي في طريق المطار في سبتمبر 2020.

وقال النقيب محمد الكعبي، رئيس قسم قياس ورسم مسرح الجريمة في شرطة أبوظبي، إن الجهاز ساعدنا في تحديد أماكن الضحايا وتحديد حجم ومحيط الانفجار وقياس المسافات بين الشظايا.

"كما أنه يوفر صورة دقيقة للمشهد ليتم تضمينها مع الأدلة المقدمة."

قبل ظهور هذه الماسحات الضوئية، كان أفراد الشرطة يضطرون إلى التقاط صور لكل التفاصيل من زوايا مختلفة، ثم يتم ربط الصور لتصوير الحادث. وفي مشهد خارجي واسع يصل طوله إلى 2.5 كيلومتر، أنجز الماسح الضوئي المهمة في ثلاث ساعات؛ في حين أن توثيق المشهد باستخدام الطريقة القديمة كان ليستغرق يومين.

"والأهم من ذلك كله، أنها تحتفظ بتوثيق دقيق لمسرح الجريمة الأصلي لسنوات قادمة، وهو ما يُستخدم عند الحاجة إليه في قضايا المحكمة المطولة."

وقال الكعبي إنه كانت هناك حالة توصل فيها الدفاع إلى نظرية جديدة بعد سنوات من الحادث، "عدنا إلى مكان الحادث (الرقمي) وقمنا بقياس المطالبات، وتمكنا من التحليل ورأينا أن المطالبات لا تتناسب مع مكان الحادث".

وقد قامت الشرطة باختبار تقنية أخرى تؤدي إلى الحصول على أدلة أسرع، وهي المنظار الجنائي. وهو جهاز محمول للكشف عن بصمات الأصابع باستخدام الليزر، ويستخدم إشعاع الضوء لتحديد وتصوير الدم وبصمات الأصابع. وفي بعض الأحيان، يكون من الصعب الكشف عن البصمات بواسطة المسحوق بسبب الرطوبة أو الظروف الخارجية الأخرى.

وقال الكابتن الكعبي "إن هذه الطريقة أسهل وأكثر دقة بكثير من الطريقة التقليدية التي تعتمد على وضع المسحوق على السطح لكشف البصمات".

وأضاف أن القوة لا تزال تجري اختبارات على الجهاز للتأكد من سلامته وكفاءته.

تخزين مسرح الجريمة

لا توجد فرصة لمحاولات التلاعب بأدلة مسرح الجريمة، وذلك بفضل المتجر الإلكتروني الآلي بالكامل الذي قدمته الشرطة في عام 2019. عندما يتم فحص قطعة من الأدلة في المتجر، يتم ترقيمها ونقلها عبر حزام إلكتروني إلى حاوية ذات مساحة ودرجة حرارة مناسبتين بطريقة سرية.

وقال المقدم الهاشمي: "لا أحد يعرف مكان وجود الحاوية، وحتى عند إخراجها وإعادة إدخالها، فإنها تعود إلى مكان مختلف تمامًا".

لكي يتم فحص أي عنصر، يجب أن تكون هناك سلسلة من الأوامر من قبل الأفراد الذين لديهم حق الوصول إلى المتجر من خلال اسم مستخدم وكلمة مرور معينين.

"في السابق، كان يتم تقسيم الأدلة عبر غرف التخزين في مراكز الشرطة المختلفة، وكانت المعالجة تتم يدويًا."

كانت فكرة إنشاء مثل هذا المتجر الضخم الذي يخزن الأدلة بجميع أحجامها في منشأة واحدة دون أي تدخل بشري من بنات أفكار الشيخ سيف بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

"ثم سافرنا إلى دول عدة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، للتعلم من الممارسات المماثلة التي تقوم بها قوات الشرطة الأخرى، فوجدنا أنهم يستخدمون المتاجر شبه الآلية فقط."

ويُعتقد أن شرطة أبوظبي هي أول قوة تستخدم مثل هذه المنشأة الآلية عالية التقنية لتخزين أدلة مسرح الجريمة.

"سنقوم بزيارة اليابان قريبًا وسنجري مقارنة كاملة مع منشأة تخزين مسرح الجريمة الخاصة بهم؛ وبعد ذلك سنتمكن من الإعلان عما إذا كان متجرنا الإلكتروني فريدًا من نوعه على مستوى العالم."

تشجيع الإبداع

تم اختيار النقيب الكعبي كواحد من 40 من قادة الشرطة المؤثرين تحت سن 40 عامًا من قبل الجمعية الدولية لرؤساء الشرطة (IACP)، وذلك لاتخاذه مبادرات استباقية لإدخال تقنيات متقدمة في عمليات مسرح الجريمة، مثل الماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، وإيجاد طرق مبتكرة لاستخدامها.

كان ضمن الدفعة الأولى من رجال شرطة أبوظبي الذين درسوا التحقيق في مسرح الجريمة في جامعة فيرجينيا كومنولث، وكان أول من تخرج بدرجة البكالوريوس في هذا التخصص عام 2014.

وقال الكابتن الكعبي "عندما عدنا كان علينا أن نطبق ما درسناه لتطوير ورفع مستوى عملنا"، وقد أثمرت مقترحاتهم التطويرية بدعم من رؤسائهم.

"لقد رأى القادة أننا متحمسون لعملنا، لذلك دعمونا من خلال أخذ اقتراحاتنا على محمل الجد وتزويدنا بالوسائل اللازمة لتنفيذها."

وفي حالة الماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، كان ضباط مسرح الجريمة يستخدمون أحيانًا نموذجًا قديمًا قبل أن يجد النقيب الكعبي نسخة محدثة يمكن أن تخدمهم بشكل أفضل. وقد تتبع منتجه السويسري وتدرب معه على كيفية استخدامه، "ولكن بالطبع، لم يكن تدريبهم كافيًا؛ فبصفتك شرطيًا، تحتاج إلى الاستفادة من هذا الجهاز لخدمتك بأفضل الطرق الممكنة".

لقد جربها لساعات طويلة، وشاهد دروسًا تعليمية عبر الإنترنت وحلل كيفية تطبيقها في عمله اليومي؛ "كان الكثير منها عبارة عن قدر كبير من التعلم الذاتي، وشاركت كل ما تعلمته مع فريقي".

وأضاف "ما كنت لأفوز بجائزة 40 تحت الأربعين لو لم تتاح لي الفرصة لتجربة تقنيات جديدة وابتكار طرق أفضل لاستخدامها".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com