طالب من دبي يقود حملة لمكافحة التلوث بأعقاب السجائر

في عالم غالباً ما تتلاشى فيه القمامة الصغيرة عن الأنظار، يحاول "ساكشام أوبويجا" البالغ من العمر 17 عاماً إحداث تغيير من خلال مبادرته "سيجفيكس" "Cygfix". لاحظ المغترب الشاب أن مسألة التلوث بأعقاب السجائر يتم التغاضي عنها لذلك قرر اتخاذ الإجراءات اللازمة وقام بتأسيس "سيجفيكس" لمعالجة هذا التحدي البيئي من خلال حملات التوعية المؤثرة وعمليات تنظيف المجتمع واستراتيجيات إعادة التدوير المبتكرة.

وبدأ "ساكشام"، الطالب في مدرسة "جيمس مودرن أكاديمي"، رحلته في الاهتمام بالبيئة عندما لاحظ نمطاً مثيراً للقلق أثناء التنزه في حي "فيلانوفا" في دبي. يتذكر "ساكشام" قائلاً: "رأيت أنه بينما يتم جمع النفايات الكبيرة مثل العلب والأكياس البلاستيكية كانت أعقاب السجائر الصغيرة تتراكم في كل زاوية من الشوارع. في البداية، كان هناك واحد أو اثنان فقط، لكنهم زادوا بعد ذلك إلى 10 و 15 وحتى 30 عقباً في كل مكان، ولم يكن ذلك في الحي الذي أعيش فيه فحسب، بل كان في كل مكان."

وعلى الرغم من صغر حجم أعقاب السجائر، فإنها تشكل مشكلة بيئية خطيرة. وقال "ساكشام" لصحيفة خليج تايمز : "هناك نحو 4.5 تريليون من أعقاب السجائر متناثرة على مستوى العالم وهي صغيرة جداً لدرجة أننا نتغاضى عنها بسهولة مما يدفع الكثيرين إلى تجاهلها وعدم اعتبارها من القمامة المؤثرة".

قرر "ساكشام" معالجة هذه المشكلة، فبدأ مشروع "سيجفيكس" في الخامس من أغسطس من العام الماضي بدعم من والديه وأفراد المجتمع وزملائه في الدراسة، وأوضح: "بدأت بالبحث لفهم سبب انتشار أعقاب السجائر على نطاق واسع وأثناء ذلك، اكتشفت أن العديد من الناس لا يدركون حتى أن أعقاب السجائر تعتبر قمامة ويعتقد الكثيرون أنها قابلة للتحلل وغير ضارة".

وبدأت جهود "ساكشام" برفع مستوى الوعي واستهداف مجموعات مثل مساعدي المجتمع وموظفي الدعم المدرسي الذين لم يكونوا على دراية إلى حد كبير بتأثير أعقاب السجائر، وقال: "تحدثت إلى أشخاص في معسكرات العمل وموظفي الدعم المدرسي، ووضحت لهم مدى انتشار هذه القمامة حتى أنني أقنعت البستاني لدينا بأن يشارك في جمع أعقاب السجائر".

وتتضمن مبادرة الشاب البالغ من العمر 17 عاماً أيضاً استراتيجيات إعادة تدوير مبتكرة، وأوضح "ساكشام": "تحتوي أعقاب السجائر على فلتر ورقي وفلتر بلاستيكي ويمكن إعادة تدوير الورق وإعادة استخدام البلاستيك في أشياء مثل الإطارات أو مواد الطرق أو حتى الألعاب".

وتقوم شركة "سيجفيكس" بجمع أعقاب السجائر وتنظيفها وإرسالها إلى "إي سايكل إكس" "eCycleX"، وهي مؤسسة محلية متخصصة في إعادة تدوير أعقاب السجائر. قال "ساكشام": "لقد جمعنا أكثر من 30 ألف من أعقاب السجائر حتى الآن، إنها عملية تستغرق وقتاً طويلاً لكنها تستحق العناء". يتم جمع أعقاب السجائر هذه في زجاجات بلاستيكية.

وفي المستقبل، يخطط "ساكشام" لتوسيع تأثير "سيجفيكس" وقال: "هدفنا هو إزالة مخلفات أعقاب السجائر من بيئتنا وتعزيز الاقتصاد الدائري. نريد الاستمرار في رفع مستوى الوعي وتحسين نموذج الجمع الخاص بنا وتكثيف حملاتنا المجتمعية".

إن المشاركة المجتمعية تشكل أهمية بالغة لنجاح شركة "سيجفيكس". يقول "ساكشام": "يمكن للناس التطوع من خلال موقعنا الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن للمدخنين أيضاً المساعدة من خلال رفع الوعي حول أساليب التخلص السليمة والانضمام إلى مبادرتنا".

ومع بداية العام الدراسي الجديد، يوازن "ساكشام" بين مسؤولياته الأكاديمية وجهوده البيئية، ويقول: "سيكون الأمر صعباً، خاصة مع اقتراب موعد تقديم طلبات الالتحاق بالجامعات، لكننا خططنا للأمر مسبقاً وسنواصل حملاتنا على أن تكون متباعدة قليلاً. يساعد نموذج الجمع في الحفاظ على جمع أعقاب السجائر بشكل ثابت حتى عندما لا نتمكن من تنظيم حملات لجمعها".