الطفل راشد ووالده وجديه
الطفل راشد ووالده وجديه

عائلة الطفل راشد تطالب بالحقيقة بعد وفاته الغامضة في مدرسة بالشارقة

تظهر لقطات كاميرات المراقبة من المدرسة أنّ بعض الطلاب كانوا يضايقون الصبي أثناء سيره إلى منطقة التجمع
تاريخ النشر

طالبت عائلة طفل هندي يبلغ من العمر ثماني سنوات بإجابات بعد وفاته المفاجئة في حرم مدرسة بمنطقة مويلح بالشارقة.

حيث توفي راشد يسار، طالب في الصف الأول، في 11 مارس، أول يوم من شهر رمضان، بعد وقت قصير من وصوله إلى المدرسة ذات المنهج الدراسي CBSE حوالي الساعة 7 صباحاً.

ويشير تقرير الطب الشرعي من شرطة الشارقة إلى إصابة راشد بكدمة حديثة في الجانب الأيسر من وجهه تمتد إلى الحاجب ونزيف داخلي تحت فروة الرأس وكسر في عظم الوجنة اليسرى وتورم شديد ونقاط نزيف متعددة في مركز الدماغ، بالإضافة إلى نزيف حاد على سطح الدماغ.

وكشف تشريح الجثة أنّ إصابة الرأس تسببت في ارتجاج شديد في المخ، مما أدى إلى تورم كبير ونقاط نزيف متعددة في مركز الدماغ.

وتُظهر لقطات كاميرات المراقبة في المدرسة أنّ بعض الأولاد كانوا يضايقون راشد أثناء سيره إلى منطقة التجمع، حيث ركله صبي صغير بشكل هزلي مرتين، وفي المشهد التالي، يظهر أربعة أولاد يركضون خلفه – وبعد ثوانٍ قليلة، يسقط راشد ويرتطم بالأرض. ولم يتم تصوير اللحظات الحاسمة التي أدت إلى سقوطه على كاميرات المراقبة، ممّا ترك فجوة في تسلسل الأحداث.

يزعم والدا وأجداد راشد أنه تعرض للهجوم والتخويف خلال هذه الثواني المفقودة.

وقال والده حبيب يسار لخليج تايمز: "لن نرتاح حتى نعرف ما حدث لابني العزيز."

وسعى حبيب، البالغ من العمر 34 عاماً، والذي لديه أيضاً ابن أصغر عمره حوالي ثلاث سنوات، للحصول على المساعدة من القنصلية الهندية، مطالباً باتخاذ إجراءات ضد المدرسة لفشلها في حماية طفلهم.

(من اليسار) والد رشيد حبيب وجديه شامة وصياد علي
(من اليسار) والد رشيد حبيب وجديه شامة وصياد علي

وكتب في رسالة إلى القنصل العام للهند: "من المفترض أن تكون المدرسة بمثابة المنزل الثاني، لكنها لم تعتني بطفلي الذي كان ضحية للتنمر في مباني المدرسة". وجاء في الرسالة: "لقد فقدنا أحد أحبائنا، ولا نريد أن يواجه الأطفال الآخرون نفس الوضع".

استجابة المدرسة

لكن المدرسة نفت مزاعم التنمر في رد عبر البريد الإلكتروني لصحيفة خليج تايمز .

وقال مدير المدرسة: "إننا نشارك العائلة ألمهم بسبب الخسارة المفاجئة، لكن التحريف غير المبرر للحقائق يتجلى في الادعاءات". ورفضت المدرسة توضيح سبب عدم اصطحاب راشد بمربية أطفال من الحافلة إلى الفصل الدراسي، ولماذا لم تكن هناك كاميرا مراقبة في منطقة التجمع لالتقاط اللحظات الأخيرة الحاسمة من حياة راشد. كما لم ترد المدرسة على سبب عدم عقد اجتماع تعزية أو صلاة للمتوفى، ولماذا لم يتم إبلاغ أهالي زملائه بالحادثة. وأضاف المدير: "لسنا في وضع يسمح لنا بالإجابة على استفساراتك في الوقت الحالي بسبب الاستفسارات المعلقة مع السلطات". [ملاحظة المحرر: صحيفة الخليج تايمز تحجب اسم المدرسة بسبب التحقيق المستمر.]

ووصف حبيب ابنه بأنه طفل سعيد ومبهج يتمتع بصحة جيدة وليس له تاريخ من المشاكل الطبية أو الأذى أو العنف. وقال وهو يرثي ابنه: "آخر مرة رأيناه على قيد الحياة كانت عندما دخل الحافلة المدرسية في الساعة 6.30 صباحاً في ذلك الصباح المشؤوم، متطلعاً لقضاء يوم رائع في المدرسة. من كان يظن أننا سنتلقى اتصالاً من المدرسة بعد ساعة يخبرنا فيه أنه قد توفي؟"

راشد يسار
راشد يسار

تم نقل راشد في البداية إلى عيادة المدرسة وتم إبلاغ والديه بأنه وقع. وفي طريقهما إلى الحرم الجامعي، تلقيا مكالمة أخرى قيل لهما فيها أنّ الصبي "توقف نبض قلبه وتم إرساله إلى مستشفى القاسمية". وفي المستشفى، حاول الطبيب والمسعفون إنعاشه لمدة 45 دقيقة، لكن تم إعلان وفاته.

وانهار جدّا الطفل، صياد وشامة، عدة مرات عندما تذكرا راشد، قائلين أنّهما لم يتمكنّا من النوم منذ الحادثة.

قال صياد: "لقد كان محبوباً جداً. في اليوم السابق للحادثة، رافقني إلى المسجد لأداء صلاة التراويح." وأضافت شامة أنّ حياتهم انقلبت رأساً على عقب، لكنهم لا يستطيعون حتى الحزن بشكل صحيح لأن والدا جدّي راشد المسنان، اللذان يعيشان معهم أيضاً، ما زالا غير مدركان للحادث."

وأضافت: "سيكون الأمر صعباً عليهما إذا اكتشفا الحقيقة. لقد أخبرناهما أننا أرسلنا رشيد إلى مدرسة سكنية. لا أعرف إلى متى يمكننا الاستمرار في أكاذيبنا لأنهما غير مقتنعان ويسألان والدة راشد عن سبب عدم تواجده في احتفالات العيد".

وقال حبيب: "لا شيء يمكن أن يكون أكثر إيلاماً للوالدين من فقدان طفل فجأة. إنها خسارة لا تعوض، وهذه المأساة ستلازمنا إلى الأبد." مضيفاً: لكن حل القضية سيخفف بعضاً من آلامنا، وهذا ما نطلبه".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com