كومال وأيوش بارمار.
 الصور: مظهر فاروقي وزود
كومال وأيوش بارمار. الصور: مظهر فاروقي وزود

عائلة هندية تبحث عن الأب المفقود في الإمارات منذ 2021

في يوليو 2021، تلقت زوجته رسالة غامضة من حساب زوجها على فيسبوك تفيد بأنه فقد هاتفه.
تاريخ النشر

وصلت امرأة هندية إلى دبي برفقة ابنها في محاولة يائسة للعثور على زوجها المفقود منذ أكثر من ثلاث سنوات. وكان "سانجاي موتيلال بارمار"، البالغ من العمر 53 عاماً، ويعمل كعامل بناء في الشارقة، قد فُقد دون أي أثر بعد آخر تواصل له مع عائلته في مارس 2021.

وقدمت عائلته، التي تنحدر من مدينة "فادودارا" في ولاية "غوجارات"، بلاغاً حول اختفائه للسلطات الإماراتية من خلال السفارة الهندية في أبوظبي بعد عدة أسابيع من الصمت. ورغم المحاولات والمتابعات العديدة، لم يتم تحقيق أي تقدم في القضية حتى الآن.

وصلت "كومال"، زوجة "سانجاي"، وابنهما البالغ من العمر 20 عاماً، "أيوش"، إلى دبي الأسبوع الماضي على أمل العثور على أي أدلة تقودهم إلى مكان وجوده.

وفي مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز" يوم الثلاثاء، قالت "كومال" وهي تبكي: "لقد وصلنا إلى طريق مسدود، ونفد المال بسرعة. و اقترضنا من الأصدقاء لنقيم في فندق. أنفقنا كل ما لدينا في البحث عنه، ونحن بحاجة إلى إجابات. كيف يمكن لرجل أن يختفي فجأة؟"

من جانبه، يبدي "أيوش"، الذي يدرس الهندسة الكهربائية، أمله في العثور على والده. ويقول: "لقد تحدثنا إلى مسؤولي الهجرة، وقد أكدوا لنا أنه لم يغادر البلاد. كما أخبرتنا القنصلية الهندية أنه ليس في السجن، ولكن كفيله أبلغ عن اختفائه. وأنا واثق من أننا سنعثر عليه. علينا أن نفعل ذلك".

وكان "سانجاي" قد دخل الإمارات بتأشيرة زيارة في مارس 2020 وكان يعمل في الشارقة قبل اختفائه.

سانجاي موتيلال بارمار
سانجاي موتيلال بارمار

وتذكرت "كومال" كيف كان زوجها يتصل بهم بانتظام، حيث كان يتصل بهم مرتين يومياً في كثير من الأحيان. وقالت: "لم يفوت يوماً واحداً. كان يتصل بنا للاطمئنان علينا والتأكد من أننا بخير. حتى عندما كانت الظروف صعبة، كان يرسل لنا المال كلما استطاع. أدركت أن هناك خطباً ما في الموضوع عندما توقف عن الاتصال، ولم أسمع عنه حتى في عيد ميلاد "أيوش" السابع عشر".

رسالة غامضة على الفيسبوك

وفي الثامن من يوليو 2021، تلقت "كومال" رسالة قصيرة من حساب "سانجاي" على فيسبوك، وكانت الرسالة مكتوبة باللغة الغوجاراتية التي يتحدث بها، وجاء فيها أنه فقد هاتفه. وتابعت "كومال" قائلة: "بدا الأمر غريباً. لم يستخدم فيسبوك ماسنجر للتواصل معي من قبل. رددت على الفور وحاولت الاتصال بالماسنجر، لكنني لم أتلق أي رد. هذا ليس من عاداته على الإطلاق. كان دائماً يتأكد من قدرتنا على الوصول إليه. هذا غير منطقي".

رسالة سانجاي الأخيرة على ماسينجر الفيسبوك
رسالة سانجاي الأخيرة على ماسينجر الفيسبوك

ومنذ ذلك الحين، لم يظهر أي نشاط على حساب سانجاي على فيسبوك، ولم يكن له أي حضور رقمي آخر، مما ترك العائلة في حيرة مع الكثير من الأسئلة التي لم تجد لها إجابات.

وقد لجأت الأم وابنها إلى طلب المساعدة من المجتمع الغوجاراتي المحلي في الإمارات، حيث قاموا بتوزيع صورة "سانجاي" في مجموعات واتساب على أمل أن يتعرف عليه أحد. ومع ذلك، لم تثمر جهودهم عن أي أدلة حتى الآن. وقالت "كومال": "لقد جربنا كل ما يمكننا التفكير فيه. تواصلنا مع أفراد المجتمع وتحدثنا إلى الناس".

كما تواصلت العائلة مع زعماء سياسيين محليين في الهند للضغط على السلطات الهندية بخصوص هذه القضية. وقالت "كومال: "حتى أن عضو البرلمان الهندي كتب إلى السفارة، لكن كل الردود كانت متشابهة.نشعر وكأننا ندور في حلقة مفرغة".

وكان آخر اتصال رسمي تلقته العائلة من السفارة الهندية في أبوظبي في 13 أغسطس، حيث أكدت السفارة أن "سانجاي" لا يزال في الإمارات، وليس لديه أي قضايا قانونية ضده، ولكن تم الإبلاغ عنه كـ "هارب" من قبل صاحب عمله في الشارقة.

ومع استمرار البحث دون أي تقدم، تواجه عائلة بارمار تحديات مالية وعاطفية كبيرة. وأضافت "كومال": "نحن على حافة الانهيار. لا يهمني ما الذي سيكلفه الأمر، أريد فقط أن أعرف ما حدث له. نريد معرفة ما إذا كان على قيد الحياة".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com