أساليب الإحتيال أصبحت أكثر تعقيداً
أساليب الإحتيال أصبحت أكثر تعقيداً

عرض احتيالي لشوكولاتة يكلف مقيمة بدبي 1836 درهماً

تنتحل المواقع الإلكترونية الاحتيالية صفة منصات توصيل الطعام المشروعة، وتغري الضحايا بخصومات مغرية
تاريخ النشر

أصبحت ربة منزل هندية مقيمة في دبي أحدث ضحية لعملية احتيال عبر الإنترنت بعد أن أغرتها إعلان على فيسبوك يقدم خصمًا بنسبة 90% على شوكولاتة فيكس كجزء من عرض ترويجي مزيف بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وخسرت رشيدة جاديوالا (34 عاماً)، المقيمة في منطقة النهضة 2، مبلغ 500 دولار (1836 درهماً) يوم الخميس بعد محاولتها تقديم الطلب.

وقالت رشيدة، التي تتسوق عبر الإنترنت بانتظام، إن الإعلان بدا حقيقياً. وأضافت لصحيفة خليج تايمز : "كان يحمل نفس الشعار ويبدو معقولاً للغاية. لقد كنت أتسوق عبر الإنترنت لسنوات، لذلك يمكنني عادةً التمييز بين المزيف وغير المزيف".

استشارت زوجها حكيم قبل أن تطلب عشر قطع من الشوكولاتة بسعر 6.95 درهم فقط لكل قطعة. ووعد الإعلان بتسليمها في غضون ساعة. قال حكيم: "كانت زوجتي متحمسة للغاية"، مضيفًا أنه عندما لم تتم المعاملة في البداية ولم يتلقوا كلمة مرور لمرة واحدة (OTP)، شعر بالارتياح لأنه اعتقد أن النظام قد منع معاملة مشبوهة.

ولكن الراحة لم تدم طويلاً. ففي صباح اليوم التالي، تلقى حكيم إشعاراً يفيد بخصم 500 دولار من بطاقة الائتمان الخاصة به. وقال: "تستخدم زوجتي بطاقة ثانوية، وأنا أحرص عمداً على إبقاء الحد الأدنى منخفضاً. ولحسن الحظ، لم يتمكن المحتالون من أخذ سوى ما تبقى. لكنني مصدوم من تمكنهم من خصم الأموال من البطاقة دون كلمة مرور لمرة واحدة".

اتصل حكيم بالبنك، لكن الرد كان محبطًا. قال: "قالوا لي إنه كان ينبغي لي أن أكون أكثر حذراً". وبينما تقبل اللوم جزئياً، جادل بأن البنك يتحمل أيضاً المسؤولية. "كنا محظوظين لأن المبلغ كان 500 دولار وليس 5000 دولار. ماذا لو لم يكن بمقدور أحد تحمل مثل هذه الخسارة؟"

الاتجاه المتزايد

وتسلط محنة رشيدة الضوء على اتجاه متزايد لعمليات الاحتيال عبر التصيد التي تستهدف المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. حيث تنتحل المواقع الإلكترونية الاحتيالية صفة منصات توصيل الطعام المشروعة، وتغري الضحايا بخصومات مغرية لسرقة تفاصيل بطاقاتهم الائتمانية.

وتشمل الحالات السابقة "ساريكا ثاداني"، المقيمة في بر دبي، والتي خسرت 9872 درهمًا إماراتياً في أغسطس بعد محاولتها شراء بطاطس مقلية مخفضة الثمن مقابل 29 درهماً إماراتياً كهدية عيد ميلاد لوالدتها. وبالمثل، تم فرض رسوم بقيمة 14000 درهم إماراتي على "راؤول خيلاري"، المقيم في دبي، بدلاً من 14 درهماً إماراتيًا مقابل وجبة كومبو، بينما تم فرض فاتورة بقيمة 4848 درهماً إماراتيًا على ضحية أخرى بعد محاولتها طلب وجبات سريعة عبر الإنترنت.

وفي الآونة الأخيرة، أبلغ مهاجر آخر يدعى عبد القادر عن خسارته 16055 درهماً إماراتياً من خلال أربع معاملات غير مصرح بها بعد النقر على إعلان على فيسبوك لبيع البرجر بأسعار مخفضة.

ويحذر خبراء الأمن السيبراني من أن هذه الاحتيالات أصبحت أكثر تعقيدًا. وقال عبيد الله كاظمي، مؤسس ورئيس قسم التكنولوجيا في شركة"كريدو تيكنولوجي سيرفيس" CREDO Technology Services LLC: "تستغل المواقع الاحتيالية التي تنتحل صفة المنصات الشرعية ثقة المستخدمين وتغريهم بعروض جذابة".

وأكد كاظمي على أهمية الحملات التعليمية لرفع مستوى الوعي وأوصى البنوك بتبني أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف عن الشذوذ والتنبؤ بالأنشطة الاحتيالية في الوقت الفعلي.

وتستمر السلطات والبنوك في حث السكان على التحقق من صحة المواقع الإلكترونية قبل إجراء المعاملات عبر الإنترنت، وخاصة عندما تطلب منهم ذلك الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com