عرض عيد الاتحاد: رحلة بصرية عبر التاريخ بتقنيات حديثة
أبهر برنامج عيد الاتحاد لهذا العام المشاهدين بصور رائعة، وإبل حية، ورقصة حربية بدوية لا تُنسى، حيث أخذهم في رحلة عبر تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة. وكشف متحدث باسم البرنامج أن العرض المسرحي، الذي أقيم على نطاق واسع بمشاركة آلاف المشاركين، استغرق التخطيط له ثلاثة أشهر.
وقال عيسى السبوسي، رئيس الاستراتيجية والإبداع في اللجنة المنظمة للدورة الثالثة والخمسين من مهرجان عيد الاتحاد، إن تنظيم حدث بهذا الحجم "يتطلب تخطيطاً دقيقاً، وخبرة واسعة، وفريقاً يتمتع بكفاءة عالية".
أقيم العرض في 2 ديسمبر في العين، على أكبر مسرح تم تشييده على الإطلاق للاحتفالات بالعيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال: "بدأت الاستعدادات للحدث في سبتمبر 2024، حيث قام الفريق بوضع خطة شاملة تغطي جميع التفاصيل التشغيلية، بما في ذلك تجربة الضيوف وتنسيق فريق العمل الميداني."
وأضاف السبوسي أن أكثر من 10 آلاف مشارك من 81 جنسية، بما في ذلك المغتربين والإماراتيين وأعضاء الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية، اجتمعوا معاً لإنشاء العرض الأيقوني. وقال السبوسي: "عملت مجموعة متنوعة من المتخصصين في مجالات مثل الفنون البصرية والتصميم والتاريخ والثقافة والآثار والبيئة بشكل تعاوني من أجل نجاح الحدث."
كما تم استخدام العديد من التقنيات المتقدمة لتقديم تجربة غامرة للغاية.
التكنولوجيا المتقدمة
وأضاف: "استخدمنا تقنية الإسقاط الضوئي على المسرح، حيث قدمت أجهزة عرض متعددة صوراً عالية الدقة مع تأثيرات الإضاءة لإضافة أبعاد بصرية مذهلة. ولعبت الطائرات بدون طيار دوراً محورياً، حيث شكلت أشكالاً مثل أشجار النخيل ورسوم الاختراع. كما استخدمنا ما مجموعه 20 جملاً للمشاركة في العرض المباشر".
وقال إن المعرض سلط الضوء أيضاً على كيفية استخدام التطورات التكنولوجية لحماية الطبيعة وتكريم المشاريع المحلية. وأضاف: "أردنا أن نظهر كيف يمكن للابتكارات مثل الذكاء الاصطناعي في الطب وتكنولوجيا الأقمار الصناعية المتقدمة أن تساعد في مواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك استكشاف البحار والرحلات الفضائية".
"لقد تعاوننا مع مؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة لعرض مشاريع رائدة مثل أرشيف و أكوا آي إنتليجنس وهايفيجيو وميد 42 و سبيس 42، وتسليط الضوء على الابتكارات المحلية التي تربط بين الاستدامة البيئية والتقدم التكنولوجي."
الطبيعة – الراوي
وقال عيسى إن الكاتبة مريم الدباغ تصورت مسرحية تبرز فيها الطبيعة كراوية رئيسية. وأضاف: "استمد هذا النهج الفريد في سرد القصص إلهامه من عناصر مثل الأبراج والواحات والمعالم مثل الثريا وجبل حفيت، مما أعطى صوتاً للظواهر الطبيعية. وما جعل العرض مميزاً هو قدرته على تعزيز الارتباط العاطفي بالطبيعة من خلال تقديمها كراوية للقصة".
وأضاف أن اختيار مدينة العين لاستضافة الحدث جاء نظراً لجمالها الطبيعي وتاريخها العريق، مشيراً إلى أن الحدث ركز على أبرز المواقع الأثرية في العين، بما في ذلك مقابر جبل حفيت التي تعود إلى العصر البرونزي المبكر قبل أكثر من 5 آلاف عام. كما استكشف واحات المدينة التاريخية، والحصون، والمنازل القديمة، والمساجد، والأسواق.
كما تم تسليط الضوء على منتزه هيلي الأثري الذي يعود تاريخه إلى فترة أم النار ونظام الري بالأفلاج القديم.
وأضاف أن إقامة الفعالية في منتزه جبل حفيت الصحراوي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، يتطلب الالتزام بقواعد وأنظمة صارمة لضمان عدم الإضرار بالطبيعة. وقال: "منذ لحظة اختيار الموقع، قمنا بالتنسيق مع الجهات المعنية في أبوظبي لضمان الحفاظ على المنطقة المحمية وإعادة الموقع إلى حالته الأصلية بعد الفعالية. وكانت جميع أعمال البناء للاحتفال هذا العام مؤقتة وتم تفكيكها بالكامل بمجرد انتهاء الفعالية".