دبي: "برايم إكسبيرتس" تسرق تذاكر طيران ووقود وتختفي
إذا كنت قد حصلت على صفقة على رحلات طيران أو فنادق أو رحلات سفاري في الصحراء، فربما كان ذلك جزءاُ من عملية احتيال.
كشف تحقيق أجرته صحيفة "خليج تايمز" كيف دبرت شركة "برايم إكسبيرتس كونستركشن"، التي تعمل من منطقة النهدة في دبي، عملية احتيال ضخمة تركت الكثيرين في حالة من الذهول، حيث اشترت الشركة هذه الخدمات باستخدام شيكات مؤجلة الدفع، والتي ارتجعت لاحقاً، وأعادت بيعها نقداً، واختفت الشهر الماضي دون أن تترك أثراً.
وبتنكُّرها في هيئة شركة بناء مشروعة، زعمت شركة "برايم إكسبيرتس" أنها تحتاج إلى ترتيبات سفر "للموظفين"، وسرعان ما اكتسبت ثقة الموردين من خلال الشيكات الأمنية والإشارة إلى شركاء مرموقين، وقال "بهزاد بهاتي" من شركة "فلايفور"، وهي وكالة سفر مقرها دبي خسرت 194728 درهماً إماراتياً في تذاكر طيران غير مدفوعة: "لقد وعدونا بالدفع كل 15 يوماً، بل وأعطونا شيكاً أمنياً رُفض أيضاً".
إن حجم عملية الاحتيال مذهل، حيث شملت مئات الرحلات الجوية الدولية على الطرق من لندن إلى لاهور ومن مسقط إلى مومباي. وحجزت شركة "فلاي فور" Flyvour وحدها 201 تذكرة دولية لشركة "برايم إكسبيرتس" Prime Experts، كما أعلنت وكالات سفر أخرى، مثل "كوزمو ترافرس" Cozmo Travels وDoJoin "دوجوين" في أنصار مول بالشارقة، عن خسائر بلغت 98 ألفَ درهمٍ و206 آلاف درهم على التوالي.
وقد روى أحد ممثلي شركة "دوجون" تجربته: "لقد زرت منتجعاً من فئة الخمس نجوم في دبي بحثاً عن إجابات حول حجز قمنا ببيعه لشركة "برايم إكسبيرتس" Prime Expert، ولدهشتي، قابلت ضيفاً آخر ادعى أنه حجز من خلال Prime "برايم إكسبيرتس"، حتى أنه أراني فاتورته، وكانت أقل بكثير مما طلبناه، لقد شعرنا بالعجز التام، لم يكن هناك ما يمكننا فعله".
بالإضافة إلى الرحلات الجوية والفنادق، قام خبراء "برايم إكسبيرتس" أيضاً بحجز مغامرات مثل رحلات السفاري الصحراوية وزيارة "برج خليفة , أت ذا توب و ذا فيو أت ذا بالم "At the Top, Burj Khalifa, وThe View at The Palm، والتي تم إعادة بيعها بعد ذلك بأسعار مخفّضة.
ولم تقتصر عملية الاحتيال على قطاع السفر. فقد قدمت شركة برايم إكسبرتس أيضاً طلبات كبيرة لشراء وقود الديزل، الأمر الذي أدى إلى تراكم فواتير غير مدفوعة على الموردين مثل "ألفا بتروليوم"، و"ثري ستار فيولز"، "وإيتمادي فيول آند بتروليوم"، تجاوزت المليون درهم. وقالت نور من شركة "ثري ستار فيولز"، التي زودت مستودع برايم في المنطقة الصناعية بالشارقة بكمية 52500 جالون بقيمة 554512 درهماً إماراتياً، "لقد كسروا ظهرنا. لا أعرف ما إذا كنا سنتعافى من هذا الأمر على الإطلاق".
اليوم، يقف المستودع مهجوراً، ولم يتم دفع إيجاره، استأجرته شركة برايم إكسبرتس لمدة شهرين فقط قبل أن تختفي، تاركة حتى الناقلين الذين نقلوا البضائع إلى الموقع دون أجر، وأكّد (رضا) المالك الإيراني لشركة إيتمادي فيول، التي زودت 13500 جالون بقيمة 419 ألف درهم، عدم تصديقه: "لقد ضربتنا عملية الاحتيال بشدة، بدوا محترفين للغاية، لم نتوقع حدوث هذا".
وباتباع نمط مألوف شوهد في عمليات الاحتيال السابقة، أعادت شركة برايم إكسبيرتس بيع الرحلات الجوية والإقامات الفندقية والوقود بأسعار منخفضة للغاية، مما أدى إلى توليد أموال سريعة، وكشفت التحقيقات أن الشركة لديها موظف مسجل واحد فقط، وعلى الرغم من أنها كانت تعمل منذ ما يقرب من 10 سنوات، إلا أن التغيير الأخير في الملكية لم يلاحظه الضحايا، وقال بهزاد: "حقيقة أنهم كانوا موجودين لفترة من الوقت خدعتنا وأعطتنا شعوراً زائفاً بالأمان".
ولتعزيز مصداقيتها، استخدمت الشركة وثائق مزوّرة، بما في ذلك شهادات ضريبة القيمة المضافة وتقارير التدقيق المزورة، ويفكّر رضا في اتخاذ إجراء قانوني ضد شركة التدقيق التي قدمت هذه الوثائق، ولم يتم الرد على محاولات صحيفة خليج تايمز للاتصال بشركة التدقيق، حيث لم تسفر المكالمات والرسائل الإلكترونية عن أي رد.
يعتقد العديد من الضحايا أن عملية الاحتيال قد تكون أكبر بكثير مما كان متوقعاً، حيث قالت نور: "عندما زرت مكتب برايم في مبنى المزنة، التقيت بالعديد من أصحاب الأعمال الآخرين، بعضهم قدم سلعاً إلكترونية، والبعض الآخر قدم موادّ غذائية".
وقد نُصح العديد ممن توجهوا إلى السلطات برفع الأمر إلى المحكمة، حيث تضيف الرسوم المرتفعة والإجراءات المطوّلة المزيد من العقبات، وأوضح بهزاد: "لقد نُصحنا باللجوء إلى المحكمة، لكن الرسوم مرتفعة، ولا توجد ضمانات باسترداد أموالنا، إنها ضربة قوية لعملي، ولا أعرف ما إذا كنت سأتعافى منها على الإطلاق".