في الذاكرة..الإمارات تنضم إلى اتفاقات "أرتميس" لتعزز استكشاف الفضاء والسلام العالمي
في 13 أكتوبر 2020، اتخذت وكالة الإمارات للفضاء خطوة مهمة بتوقيعها على اتفاقيات "أرتميس" التابعة لوكالة ناسا. وقد أدت هذه الخطوة إلى توحيد الإمارات العربية المتحدة مع سبع دول أخرى كانت من الموقعين الأصليين، وجميعها ملتزمة بتعزيز التعاون الفضائي الدولي الآمن والمسؤول.
إن هذه الاتفاقيات ليست مجرد اتفاق رسمي؛ بل إنها تشكل أيضاً الأساس لبرنامج أرتميس الذي سيرسل أول امرأة وأول شخص ملون إلى سطح القمر، "باستخدام تقنيات مبتكرة لاستكشاف المزيد من سطح القمر أكثر من أي وقت مضى".
ومن خلال الانضمام إلى الاتفاقيات، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً على تعزيز الشراكات الدولية التي ستلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق وجود مستدام وقوي على سطح القمر في وقت لاحق من هذا العقد. بالإضافة إلى ذلك، تمهد هذه الجهود الطريق لمهمة بشرية تاريخية إلى المريخ.
وبحسب وكالة ناسا، فإن "التعاون الدولي في الفضاء لا يهدف فقط إلى تعزيز استكشاف الفضاء، بل إلى تعزيز العلاقات السلمية بين الدول.
وأكدت وكالة الفضاء الأميركية أن "جوهر اتفاقيات أرتميس هو التأكيد على أن الأنشطة التعاونية يجب أن تكون لأغراض سلمية حصرية، بما يتفق مع معاهدة الفضاء الخارجي".
وكما ذكرت صحيفة خليج تايمز قبل أربع سنوات، أقيم حفل توقيع اتفاق أرتميس افتراضيا خلال المؤتمر الدولي الحادي والسبعين للملاحة الفضائية، الذي أقيم بين 12 و14 أكتوبر 2020. ووقعت معالي سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة وكالة الإمارات للفضاء، و"جيم بريدنستين"، مدير وكالة ناسا، إلى جانب رؤساء وكالات الفضاء في أستراليا وكندا وإيطاليا واليابان ولوكسمبورج والمملكة المتحدة، الاتفاقيات.
"نحن جنس بشري واحد"
وقالت الأميري: "باعتبارها دولة مسالمة مهتمة بالفضاء، يسعدنا في دولة الإمارات العربية المتحدة أن نصبح من الدول الموقعة على اتفاق أرتميس، وأن تأييدنا لهذا الاتفاق يتماشى مع مبدأنا في الاستخدام السلمي واستكشاف الفضاء الخارجي لتعزيز أهداف التنمية والاستدامة هنا على الأرض".
وأكدت أن دولة الإمارات ملتزمة بتعزيز استكشاف الفضاء مع ضمان استدامة الفضاء.
وأضافت: "نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن تقدم وتنويع قطاع الفضاء يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف العالمية"، مؤكدة: "كانت دولة الإمارات العربية المتحدة دائما من دعاة التعاون الدولي، وقد استفدنا من العديد من الشراكات أثناء تطوير برنامجنا الفضائي الخاص".
كما أكدت الأميري على "أننا نساهم أيضاً بشكل فعال في الجهود الدولية الرامية إلى توسيع آفاق المعرفة الإنسانية المشتركة وفهمنا للكون. فنحن جنس بشري واحد ونحن في هذا معاً".
خطوات كبيرة في استكشاف الفضاء
وعلى الرغم من كونها دولة شابة ولديها برنامج فضائي جديد نسبيًا، فقد أحرزت الإمارات العربية المتحدة تقدماً ملحوظاً في علوم الفضاء والاستكشاف. على سبيل المثال، أطلقت العديد من الأقمار الصناعية وبدأت برنامج رواد الفضاء الإماراتي، الذي سجل تاريخيًا في عام 2019 عندما أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية (ISS).
وبناءً على هذا الإنجاز، تم إرسال سلطان النيادي في مارس 2023 إلى محطة الفضاء الدولية في أطول مهمة فضائية عربية، ليحقق التاريخ كأول عربي يكمل عملية السير في الفضاء.
كما نجحت دولة الإمارات في إطلاق مسبار الأمل/ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي قدم لمحة تفصيلية عن نظام الطقس في المريخ، وعزز هذا المشروع فهم الدولة للعوامل الأساسية التي قد تساهم في تغير المناخ.
وبالإضافة إلى هذه المهمة الرائدة، لدى الإمارات العربية المتحدة رائدا فضاء آخران يستعدان لرحلتهما الخاصة إلى الفضاء: نورا المطروشي، التي سجلت التاريخ باعتبارها أول امرأة إماراتية يتم اختيارها كرائدة فضاء، ومحمد الملا.
من 8 إلى 44 دولة
وفي الوقت نفسه، وقعت جمهورية الدومينيكان في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام على اتفاقيات أرتميس، ليصل إجمالي عدد الدول الموقعة إلى 44 دولة. ويشمل ذلك 21 دولة من أوروبا، وثماني دول من آسيا، وست دول من أمريكا الجنوبية، وأربع دول من أمريكا الشمالية، وثلاث دول من إفريقيا، ودولتان من أوقيانوسيا. والجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية انضمت إلى الاتفاقيات في 14 يوليو/تموز 2022، لتصبح ثاني دولة في الشرق الأوسط والدولة العربية تفعل ذلك.
وستظل الاتفاقيات مفتوحة للتوقيع، "بهدف خلق بيئة آمنة وشفافة تسهل استكشاف الفضاء والعلم والأنشطة التجارية لصالح البشرية جمعاء".