أصبحت الخيمة أكثر من مجرد منشأة فنية فقد أصبحت مكاناً للحزن والتأمل
أصبحت الخيمة أكثر من مجرد منشأة فنية فقد أصبحت مكاناً للحزن والتأمل

قرية الأرواح بالشارقة تروي قصص الحرب الحزينة في غزة

قال حارس من القرية: "استمعت الخيمة إلى أسماء آلاف الضحايا".
تاريخ النشر

مر عامٌ على اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر، ولا تزال أصداء الحزن تتردد في "قرية الأشباح" بمدينة المدام في الشارقة. فما زالت خيمة العزاء التي أقيمت كجزء من "معرض الشارقة للعمارة" في وقت سابق من هذا العام قائمة، شاهدةً صامتةً على الأسماء التي لا حصر لها من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء الذين فقدوا حياتهم في غزة.

منذ اندلاع الحرب، أصبحت الخيمة أكثر من مجرد منشأة فنية، فقد أصبحت مكاناً للحزن والتأمل بالنسبة لكثير من الزوار.

يقول الحارس في قرية الأشباح بالمدام: "لقد استمعت الخيمة إلى أسماء الآلاف من الضحايا. يأتي الناس ويجلسون بداخلها بهدوء. بعضهم لا يعرف سبب وجود هذه الخيمة هنا، في هذا المكان المنسي المهجور، لكن مشاعرهم تتحدث بصوتٍ أعلى من كلماتهم".

هذه الخيمة، التي أنشأها الفنانان "ساندي هلال" و"أليساندرو بيتي" كجزء من مشروع يعكس الحداد الجماعي وتجربة اللاجئين، تحمل الآن أهمية أعمق وأكثر إيلاماً.

أُنشئت في الأصل في مخيم الدهيشة للاجئين ببيت لحم عام 2015، كرمز للجوء المؤقت والاحتجاج. لكن مع استمرار الحرب، باتت الخيمة رمزاً للخسائر البشرية الفادحة.

تذكر الأرواح المفقودة

في العام الذي انقضى منذ بدء الحرب، جاءت العائلات من مختلف أنحاء الإمارات وخارجها إلى هذا المكان المنعزل لتذكر من فقدوا. يأتي الكثير منهم وهم مُحمَّلون بالحزن والرعب من الصراع. تُذكّر الخيمة، المحاطة بالمشهد القاحل لقرية الأشباح، الزوار بمن فقدوا حياتهم في الحرب.

يقول الحارس: "رأينا أشخاصاً من مختلف مناحي الحياة يأتون إلى هنا. يصلون، يبكون، أو يجلسون بهدوء. لقد فقدوا أحبائهم، وهنا يجدون مكاناً للحزن في سلام بعيداً عن ضجيج العالم".

الحداد على الأرواح الراحلة

"نيكي أغونوف"، سائح روسي جاء للإمارات ضمن جولة سياحية، وجد نفسه منجذباً إلى الخيمة. وبينما كان يقف أمام هذا الهيكل البسيط في المشهد القاحل، أثار داخله شعوراً عميقاً.

قال "أغونوف": "عندما جئت هنا لأول مرة، لم أفهم سبب وضع هذه الخيمة في قرية مهجورة. لكن الناس هنا أخبروني بالقصة. وجلست في صمت".

وأضاف: "لم أكن أتوقع أن أشعر بهذا الكم من المشاعر. كنت أستكشف الأماكن كأي سائح، ولكن عندما رأيت الخيمة، لم أستطع تجاهلها. هناك ثقلٌ في هذا المكان. إنه غريب لأنني بعيدٌ عن وطني، لكن الحزن هنا يبدو عالمياً. الخيمة بسيطة، لكنها تحمل حزناً كبيراً. أسماء الأطفال الذين فقدوا حياتهم في غزة تملأ المكان بالألم".

يأتي الناس غالباً مثقلين بالحزن، ويجلسون بهدوء وهم ينوحون. وبالنسبة للعديد منهم، أصبحت الخيمة مكاناً للعزاء. وسط الفراغ الذي يحيط بها، تسمح لهم الخيمة بالتواصل مع آلامهم. قال أحد الزوار: "فقدت أخي وأبناء عمومتي في غزة. هنا المكان هادئ، محترم، وفي هذا الصمت أشعر بأنني أقرب إليهم".

لقد سمعت الخيمة العديد من هذه القصص، حيث أصبحت مساحة للحزن الجماعي. وهي بمثابة نصب تذكاري وملاذ لأولئك الذين يتصارعون مع عواقب الحرب.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com