تسليط الضوء على الأحياء التاريخية التي يجهلها الكثيرون
تسليط الضوء على الأحياء التاريخية التي يجهلها الكثيرون

كاتبو الرسائل: جسر تواصل تراثي مع الغائبين برأس الخيمة

"فرجانة الأولى" عرض ثقافي يبرز التقاليد والعادات المختلفة ويمنح الجمهور لمحة عن الإمارة في الخمسينيات والستينيات.
تاريخ النشر

"فرجانة الأولى"، عرض ثقافي يبرز التقاليد والعادات المختلفة، ويمنح الجمهور لمحة عن رأس الخيمة في الخمسينيات والستينيات.

وتعني هذه العبارة تقريبًا "أحيائنا القديمة"، حيث يشرح الأداء حرفة "التلي"، وهو شكل تقليدي من التطريز، بخيوط تستخدم فيها الفضة الحقيقية.

وتشرح شيخة الحاي، كاتبة السيناريو في العرض، أن النساء في الإمارات العربية المتحدة كن يصنعن التلي؛ وكان هذا العمل اليدوي القيم يُباع أو يُتبادل في نظام المقايضة.

كان المشترون، المعروفون بذكائهم، يجمعون التلي من نساء مختلفات، ويذيبون الفضة، ويعيدون استخدامها في صنع مجوهرات رائعة مثل الخواتم والأساور وغيرها من الحلي. ولم تحافظ هذه العملية على حرفية العصر فحسب، بل وفرت أيضًا للنساء أشياء قيمة مختلفة، مما أظهر نظامًا فريدًا من التبادل والإبداع متجذرًا في ثقافة ذلك الوقت.

وتحدثت الحاي أيضًا عن دور الكتب، وهو جزء من النسيج الثقافي للإمارة في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين. فقد كانت حرفتهم جسرًا بين المسافات والحفاظ على الروابط في عصر لم تنتشر فيه القراءة والكتابة على نطاق واسع ووسائل الاتصال الحديثة.

كان الكتاب يعمل في متجر صغير، وكان يكتب الرسائل، مما يسهل في كثير من الأحيان التواصل بين العائلات والأحباء المنفصلين بسبب السفر.

اكتسبت هذه الممارسة أهمية كبيرة خلال فترة التحول في المنطقة، مع تراجع الصناعات التقليدية مثل الغوص بحثًا عن اللؤلؤ وتراجع السفر البحري.

بحلول أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، بدأ العديد من سكان رأس الخيمة بالهجرة إلى الكويت بحثًا عن فرص جديدة، تاركين وراءهم أعمالهم الزراعية وتجارتهم الساحلية.

ومع عمل الرجال في الخارج، أصبح الكتاب رابطًا حيويًا يحمل الرسائل والطرود، المعروفة محليًا باسم "الندابا"، بين رأس الخيمة والكويت.

غالبًا ما كانت هذه الطرود تحتوي على هدايا صادقة من القلب، أو قطع من القماش، أو سلع مصنوعة يدويًا، أو أطعمة شهية محلية مثل الخبيص أو الخنفروش، والتي تجسد مشاعر وتقاليد المرسلين.

وتم تسليط الضوء على هذه العناصر التراثية خلال الموسم الثالث لأيام رأس الخيمة التراثية التي تنظمها دائرة الآثار والمتاحف.

وتحدثت أمل إبراهيم النعيمي، مدير مكتب الاتصال المؤسسي في دائرة الآثار والمتاحف، عن العرض قائلة: "تحولت الفعالية هذا العام إلى التركيز على التراث، حيث سلطت الضوء على الأحياء القديمة في رأس الخيمة، وكان الهدف هو تسليط الضوء على هذه الأحياء التاريخية التي يجهلها الكثيرون".

وركز الحدث فقط على الأحياء المحيطة بالقلعة، مثل العلي، وبو أجديع، وسدروه دهان، وبرة، ومحارة، وميان، حيث لعبت القلعة دوراً محورياً في الإنتاج.

وقال النعيمي "من الضروري تقديم الإرث الثقافي والتاريخي للأحياء القريبة من الحصن".

وحول إنتاج العام الماضي الذي ركز على السرد التاريخي بعنوان «جلفار الصمود»، أوضح النعيمي أنه سلط الضوء على أحداث مهمة مثل عهد حكام القواسم، والصراعات البريطانية والبرتغالية، وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكان هذا التحول مقصوداً هذا العام، إذ أحيى التقاليد والممارسات التي كانت سائدة في الخمسينيات والستينيات قبل تأسيس الاتحاد.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com