15 سبتمبر 2016: الشيخ محمد بن زايد يتبادل الهدايا مع البابا فرانسيس خلال اجتماع في الفاتيكان. الصورة: أرشيف وكالة فرانس برس
15 سبتمبر 2016: الشيخ محمد بن زايد يتبادل الهدايا مع البابا فرانسيس خلال اجتماع في الفاتيكان. الصورة: أرشيف وكالة فرانس برس

لقاء تاريخي: محمد بن زايد والبابا فرانسيس يعززان السلام العالمي

زيارة محمد بن زايد للفاتيكان لاقت استحساناً كبيراً من المسيحيين والمسلمين على حد سواء
تاريخ النشر

كان لقاءً ودياً وسعيداً عندما التقى قادة دولة الإمارات العربية المتحدة والكنيسة الكاثوليكية قبل ثماني سنوات ليس فقط لتعزيز العلاقات الثنائية ولكن أيضًا لتعزيز قيمهم الإنسانية المشتركة المتمثلة في السلام والأمن والاستقرار والتسامح.

التقى صاحب السموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الذي كان آنذاك ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بالبابا فرانسيس في 15 سبتمبر/أيلول 2016 في الفاتيكان.

وبحسب صحيفة خليج تايمز ، قدم سموه للبابا فرانسيس كتاب صور يعرض الاكتشافات الأثرية في جزيرة صير بني ياس، ويتضمن معلومات عن الاكتشافات الأثرية المختلفة في الجزيرة، بما في ذلك الكنيسة البارزة والدير التاريخي الذي يعود تاريخهما إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين. وقد أكد هذا التبادل على روح التسامح الديني والتعايش المتجذرة في المنطقة.

سجادة السلام

كما قدم سموه للبابا سجادة السلام التي أنتجت بمبادرة من الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد والتي تهدف إلى دعم المرأة في المناطق الريفية في أفغانستان.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "إننا نعمل معاً لتعزيز وتمكين السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم"، مضيفاً: "إن دولة الإمارات تقدر الجهود التي يبذلها البابا لمكافحة التعصب وتعزيز الحوار".

محمد بن زايد يقدم السجادة البابوية للبابا فرانسيس خلال زيارته للفاتيكان. الصورة: أرشيف
محمد بن زايد يقدم السجادة البابوية للبابا فرانسيس خلال زيارته للفاتيكان. الصورة: أرشيف

كما دعا سموه إلى تعزيز التعاون الوثيق بين جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

من جانبه، أشاد البابا فرنسيس بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز التعايش بين الثقافات المختلفة. وأشاد الزعيم المسيحي بالمبادرات الإنسانية والخيرية التي تنفذها الدولة وتركز على التعليم والرعاية الصحية والتنمية المستدامة.

البابا فرنسيس مع محمد بن راشد في الفاتيكان. الصورة: أرشيف وكالة فرانس برس
البابا فرنسيس مع محمد بن راشد في الفاتيكان. الصورة: أرشيف وكالة فرانس برس

وعند عودته إلى الإمارات العربية المتحدة، حظيت زيارة صاحب السموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الفاتيكان بترحاب كبير من جانب المسيحيين والمسلمين على حد سواء.

وقال الدكتور أحمد الحداد، مفتي دبي، لصحيفة الخليج تايمز : "إن زيارة صاحب السموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الفاتيكان فتحت الباب أمام التبادل الثقافي والحضاري المهم للإنسانية".

وأضاف الأب "تشيتو بارتولو"، القس الفلبيني من كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية في دبي: "لقد كان من الملهم أن نشهد قادة الكنيسة الكاثوليكية وحكومة الإمارات العربية المتحدة يتحدثون عن التسامح والتعايش السلمي والاستقرار في العالم. شخصيًا، أود أن أعرب عن امتناني لقادة الإمارات العربية المتحدة للسماح لنا (المسيحيين) بالتعبير بحرية وممارسة إيماننا هنا في الإمارات العربية المتحدة".

محمد بن زايد والوفد المرافق خلال زيارة الفاتيكان

الصورة: أرشيف وكالة فرانس برس
محمد بن زايد والوفد المرافق خلال زيارة الفاتيكان الصورة: أرشيف وكالة فرانس برس

زيارة بابوية تاريخية

وبعد أقل من ثلاث سنوات من زيارة صاحب السموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، رد البابا فرانسيس بزيارة تاريخية إلى الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2019. وكانت هذه أول رحلة رسولية إلى شبه الجزيرة العربية يقوم بها زعيم الكنيسة الكاثوليكية. وخلال رحلته، وقع البابا فرانسيس على "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التاريخية مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب في 4 فبراير 2019.

وبعد يوم واحد، في الخامس من فبراير/شباط من ذلك العام، أقام البابا فرانسيس قداساً في ملعب مدينة زايد الرياضية في أبو ظبي. وقدرت السلطات أن ما يقرب من 180 ألف شخص من جميع الأعمار ومن مختلف الجنسيات من الإمارات العربية المتحدة والدول المجاورة حضروا القداس.

وامتلأ الاستاد الذي يتسع لـ 40 ألف متفرج، بينما كان أكثر من 100 ألف شخص في الخارج يشاهدون القداس على شاشات عملاقة. كما قامت الرعايا المحلية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة ببث القداس على الهواء مباشرة.

وكان القداس البابوي أيضاً بمثابة استعراض للسلام والتسامح. فبينما كان المسيحيون يستمعون إلى القداس، كان المغتربون المسلمون يخدمون كمتطوعين. وكانت لحظة من الفرح والاحتفال، فضلاً عن التبجيل والتأمل والتسامح الثقافي.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com