مؤسسة نيجيرية تفوز بجائزة الشارقة لدعم اللاجئين
فازت مؤسسة نيجيرية، غيرت حياة عدد لا يحصى من الأفراد وأضاءت آلاف المنازل، بجائزة قدرها 500 ألف درهم إماراتي يوم الأربعاء. جاء ذلك بعد فوزها بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين (سيرا) لهذا العام.
وقال "ستانلي أنيجبوجو"، الخبير التكنولوجي الإبداعي ومؤسس شركة لايتيد، وهو يشارك رحلته الشخصية الملهمة من نشأته في الفقر إلى مساعدة المحتاجين: "يبدو الأمر غريباً أن أكون هنا... كنا مجرد شباب نيجيريين نلتقط الخردة المعدنية من الشوارع."
واليوم، نجح ستانلي وفريقه في تغيير حياة أكثر من 26 ألف شخص، بما في ذلك اللاجئين وسكان الأحياء المهمشة، من خلال توفير مصادر نظيفة ومستدامة للكهرباء، مما منحهم فرصة للعيش في ظروف أفضل وأكثر استدامة.
وتأسست شركة "لايتد" في عام 2022، بعد عدة سنوات من الجهود الشعبية التي قادها مؤسسوها، والذين استلهموا فكرتهم من تجاربهم الشخصية في مواجهة تحديات الحياة في بيئات صعبة.
وقال ستانلي خلال حفل توزيع الجوائز، الذي حضره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: "كل ما أنجزناه جاء نتيجة لتجارب شخصية عشناها."
بدأت المجموعة رحلتها تحت اسم "لايتيد"، بهدف إنشاء علامة تجارية تجسد مهمتها الحقيقية. من بين أبرز منتجاتها "محطات الشحن بالطاقة الشمسية" المصنوعة من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها. تعمل هذه "الخزائن التي تعمل بالطاقة الشمسية" كمصابيح لتوفير الإضاءة في المنازل التي تفتقر إلى الكهرباء، مما يتيح للسكان في المناطق المحرومة الاستفادة من مصادر طاقة مستدامة.
بدايات متواضعة
قال المؤسس: "قبل أن أبدأ هذه المبادرة، أمضيت 11 عاماً من حياتي في البرازيل أتعاطى القنب. كان والدي يمتلك سيارة لم نستخدمها قط، وهو ما جعلني أدرك مدى نقص الوعي حول الطاقة النظيفة وأهمية التعليم في هذا المجال."
في ذلك الوقت، كان لدى ستانلي فقط 200 دولار في جيبه، وهو المبلغ الذي استخدمه لإطلاق المشروع. قال: "يا رجل، نحن على وشك الإفلاس، ولكن هل تعلم ماذا؟ إذا كنا سنفلس، فلنجعل ذلك في إطار مشروع ضخم."
لقد أدرك أن الحصول على الكهرباء هو أكثر من مجرد ضرورة؛ فهو "رمز للفرصة، ومنارة للأمل، وحافز للتغيير".
وقال ستانلي: "إن التغيير الحقيقي يبدأ غالباً بشرارة واحدة، فكرة تولد من الرغبة في جعل العالم مكاناً أفضل".
وتهدف مهمة المؤسسة، لايتيد إلى تحويل النفايات الإلكترونية والبلاستيكية إلى طاقة متجددة، وبالتالي إضاءة حياة الناس ورفع مستوى الأحياء.
قال ستانلي: "لقد بدأنا بفكرة بسيطة ولكنها قوية"، مشيراً إلى مبادرات مثل مشروع "الضوء من أجل السلام"، الذي يوفر الطاقة الشمسية لمخيمات اللاجئين، ومبادرة لايتد تدعو الأطفال أيضاً من أجل تثقيف الشباب حول الاستدامة.
وكما استشهد بقول نيلسون مانديلا، "عندما نسمح لنورنا أن يضيء، فإننا نمنح الآخرين دون وعي الإذن للقيام بنفس الشيء"، وذكّر الحضور بأن أفعالهم يمكن أن تلهم الأمل وتساعد الآخرين.
وتهدف المؤسسة الآن إلى إعادة تدوير البلاستيك وتحويله إلى طوب لإنشاء محطات الشحن، وتسعى جاهدة إلى جعل حلول الطاقة أقل تكلفة ومتوفرة للجميع.
جائزة "سيرا" البالغة قيمتها 500 ألف درهم إماراتي هي مساهمة خاصة من مؤسسة القلب الكبير، ولا يتم احتسابها من التبرعات التي تصل إلى المنظمة الإنسانية.