محكمة كندية تقضي بعودة طفلين إلى والدهما في دبي
إن موافقة كلا الوالدين إلزامية عندما يقرر أي منهما نقل الطفل إلى بلد آخر. وقد يعتبر عدم القيام بذلك اختطافاً من قبل أحد الوالدين وقد يؤدي إلى عواقب قانونية بما في ذلك توجيه اتهامات جنائية وفقدان حق الحضانة، وفقاً لخبراء قانونيين.
وأشار أحد المحامين إلى معركة حضانة جرت في محكمة أونتاريو، حيث سعى أب مقيم في دبي إلى استعادة طفليه اللذين يبلغان من العمر 5 و8 أعوام، واللذين أخذتهما والدتهما إلى كندا بحجة زيارة عائلية.
وقد بدأت الإجراءات القانونية بعد أن أبلغت الأم الأب بأنها تنوي الاحتفاظ بالأطفال في أونتاريو، ورفضت إعادتهما إلى دبي. وقد دفع هذا الأب إلى طلب أمر من محكمة أونتاريو بإعادتهم. وفي دعواها المضادة، زعمت الأم أن أطفالها سيواجهون أذى خطيراً إذا تم إبعادهما عن حضانتها.
وأوضح الفريق القانوني للأب، بقيادة المحامية الإماراتية ديانا حمادة، أن الإمارات العربية المتحدة لديها قوانين كافية لحماية مصالح الأطفال الفضلى، مؤكدين أن محكمة أونتاريو يجب أن تحيل الأمر إلى اختصاص دولة الإمارات العربية المتحدة في مسائل الحضانة. وفي النهاية، حكم قاضي أونتاريو لصالح الأب، قائلاً إن الأطفال يجب أن يعودوا إلى دبي، مما يسمح للمحاكم المحلية بالبت في قضايا الحضانة.
وقال حمادة: "عندما يتم إبعاد الطفل دون موافقة أحد الوالدين، يجب على الوالد المتخلف تقديم شكوى في الولاية القضائية التي تم أخذ الطفل إليها للحصول على أمر الإعادة".
وأكدت حمادة أيضًا على أهمية تحديد مكان إقامة الطفل المعتاد باعتباره المكان الذي كان يعيش فيه قبل الإبعاد. وقالت حمادة لصحيفة خليج تايمز : "يجب على المحكمة أيضًا أن تعالج بشكل فعال جميع الجوانب المتعلقة بأمن الطفل وسلامته ورفاهته".
حماية مصالح الطفل الفضلى
وأشارت حمادة إلى أن قضايا الحضانة تتطلب في كثير من الأحيان شهادة خبير، وخاصة في الأمور المتعلقة بمكان إقامة الطفل المعتاد. وأضافت: "في قضية الحضانة المرفوعة في إنجلترا، على سبيل المثال، إذا كان الطفل مقيماً معتاداً في الإمارات العربية المتحدة، فسوف يفحص القاضي شهادة الخبير لتسليط الضوء على كيفية حماية قوانين الحضانة في الإمارات العربية المتحدة لمصالح الطفل الفضلى وتزويد الوالدين بالحقوق اللازمة للمشاركة في تربية الأبناء بشكل فعال".
في القضايا العائلية التي تشمل الأطفال، تنظر المحاكم عادة في التأثيرات العاطفية والنفسية للانفصال على الأطفال الصغار. يمكن أن يكون للانتقال تأثيرات عاطفية عميقة؛ لذلك، تنصح حمادة الآباء بتوثيق المخاوف المتعلقة بالأذى المحتمل بدقة. وقالت: "يجب على الآباء تحديد مكان إقامة الطفل المعتاد ومعالجة جميع الجوانب المتعلقة بسلامة الطفل ورفاهته".
سواء كان الأمر يتعلق بالتأثير العاطفي أو النفسي أو التعليمي أو المالي، يمكن تقديم هذه الوثائق في المحكمة، حيث يعطي القضاة الأولوية لمصلحة الطفل فوق كل شيء آخر.
اللجوء القانوني
إن القضية المذكورة أعلاه ليست حالة معزولة. فكما ذكرت صحيفة خليج تايمز في سبتمبر/أيلول، أعيد طفل صغير، سافرت به والدته إلى المملكة المتحدة دون موافقة والده، إلى دبي بعد صدور أمر من المحكمة. واعترفت المحكمة العليا في المملكة المتحدة بدبي باعتبارها "مكان الإقامة المعتاد" للصبي وأيدت حق الأب في إعادة طفله إلى الإمارات العربية المتحدة.
وحذرت سمارة إقبال، الشريك الإداري في شركة أراماس الدولية للمحاماة: "إن أخذ طفل بشكل غير قانوني يمكن أن يؤدي إلى عواقب قانونية وخيمة، بما في ذلك توجيه اتهامات جنائية واحتمال فقدان حقوق الحضانة".
وسلط إقبال الضوء على الوسائل القانونية المتاحة للآباء والأمهات الذين تم تهجيرهم من منازلهم: "إذا تم نقل الطفل بشكل غير قانوني، فإن الخطوة الأولى هي الإبلاغ عن الاختطاف إلى السلطات المحلية وتقديم طلب عاجل في محاكم الإمارات العربية المتحدة لمنع نقل الطفل".
وأكدت أيضًا على أهمية التواصل مع وزارة الخارجية الإماراتية لتسهيل التواصل مع السلطات الأجنبية إذا كان الطفل موجودًا بالفعل في الخارج.
إصلاحات في قوانين الحضانة
وفي الإمارات العربية المتحدة، كان هناك تحول نحو تحديث قوانين الأسرة، وخاصة بالنسبة للمغتربين، مما يجعل النظام أكثر ملاءمة في حالات الحضانة الدولية. ويقدم إدخال قانون الأحوال الشخصية الجديد لغير المسلمين في أبو ظبي إطارًا أكثر قابلية للتكيف للمغتربين المتورطين في نزاعات قانون الأسرة. وقال إقبال: "يسمح القانون الجديد بالحضانة المشتركة ويعطي اعتبارًا أكبر لمصلحة الطفل الفضلى، على غرار المعايير الدولية".
وأضافت: "مع استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة في التطور كمركز عالمي للمغتربين، قد نشهد المزيد من إصلاحات قانون الأسرة التي تتوافق بشكل أفضل مع الممارسات الدولية مع احترام التقاليد المحلية".