الحظر أمر بالغ الأهمية لحماية الفئات الضعيفة
الحظر أمر بالغ الأهمية لحماية الفئات الضعيفة

مخاوف صحية تدفع سكان الإمارات لإزالة نبات الدفلى السام

نبات الدفلى يصنف على أنه سام بسبب محتواه من "الجليكوسيدات" القلبية والتي يمكن أن تكون ضارة إذا تم تناولها
تاريخ النشر

يعيش مهاجر بريطاني في الإمارات منذ ست سنوات في صراع مع الأخبار الأخيرة التي تفيد بأن نبات حديقته المحبوب تم تصنيفه على أنه سام، ويتعين على "تشاندان سوجيترا"، الذي زرع شتلة من نبات الدفلى بسبب سمعتها التي لا تتطلب عناية كبيرة، أن يزيلها الآن.

حظرت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، الثلاثاء 8 أكتوبر/تشرين الأول، زراعة وإنتاج وإكثار وتداول هذا النبات "الجميل ولكن السام".

مع خططه لطلب من البستاني إزالة الشجرة بشكل آمن وربما تغيير التربة المحيطة بها، فإن تعلق سوجيترا بالشجرة أصبح الآن في ظل المخاوف المتعلقة بالسلامة.

ويحذر الخبراء من أن جميع أجزاء نبات الدفلى يمكن أن تكون سامة إذا تم تناولها، مما قد يسبب أعراضاً تتراوح بين الغثيان إلى مشاكل القلب والأوعية الدموية الشديدة.

عندما اشترى سوجيترا شجرة الدفلى قبل ثلاث سنوات، لم يجد أي تحذيرات حول طبيعتها السامة. وأوضح: "بحثت في العديد من مواقع مراكز الحدائق الشهيرة، ولم يحذروا منها. ولم أعثر على أي معلومات على جوجل في ذلك الوقت أيضاً". وأشار تشاندان أيضاً إلى أن "الطيور الصغيرة بدت وكأنها تحب هذه الشجرة وكانت تأتي باستمرار لتنقر على أزهارها، وكذلك القطط".

لطالما حلمت "لين دوجو"، المقيمة في أبوظبي، بزراعة نبات الدفلى. وقالت الوافدة البالغة من العمر 40 عاماً: "الزهور جميلة جدًا، وأردت زراعتها منذ أن رأيتها في حيّنا. ومع ذلك، أثناء تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، صادفت الأخبار حول الحظر وشعرت بخيبة أمل تقريباً. الآن، لا يمكنني زراعتها على الإطلاق؛ لدينا طفل في المنزل، ومن الأفضل تجنب مثل هذا النبات السام".

وأضافت الفلبينية: "نحن نعيش في مجتمع صديق للحيوانات الأليفة، حيث يلعب العديد من الأطفال في الحدائق والمناطق المفتوحة حيث ينمو هذا النبات. سيكون من الجيد لو اتبع الجميع القاعدة وأزالوها خلال الإطار الزمني المحدد بستة أشهر الذي حددته السلطات".

لماذا هو سام؟

وبحسب الدكتور نبيل إبراهيم، عالم البيئة، فإن نبات الدفلى يصنف على أنه سام بسبب محتواه من الجليكوسيدات القلبية، والتي يمكن أن تكون ضارة إذا تم تناولها. وأوضح: "يمكن أن تتراوح أعراض التسمم من الغثيان إلى مشاكل القلب والأوعية الدموية الأكثر خطورة. ولهذا السبب أعتقد أن الحظر أمر بالغ الأهمية لحماية الفئات الضعيفة".

ضمان السلامة

ومع فرض الحظر، تستمر المناقشات لضمان سلامة المجتمع مع احترام التراث الطبيعي للمنطقة. وينص قرار أبو ظبي على إزالة نبات الدفلى بأمان في غضون ستة أشهر. ويشجع القرار تعاون الناس، ويسلط الضوء على التحدي المتمثل في التنقل بين السلامة والتقاليد في بيئة حضرية سريعة التطور.

ويقول خبراء محليون إن نبات الدفلى يشكل جزءاً من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة منذ زمن طويل، حيث قاوم الظروف المناخية القاسية في المنطقة.

وأشارت نعيمة محمد الأميري، وصيفة مسابقة أفضل منتج محلي التي نظمتها بلدية دبي، إلى أهمية قرار أبوظبي بحظر زراعة نبات الدفلى.

"لقد دارت العديد من المناقشات في المجموعات الزراعية حول هذا الإعلان. ورغم أن نبات الدفلى معروف منذ سنوات ويزرع غالباً في حدائقنا ومدارسنا، فإنني أتفهم المخاوف المتعلقة بالسلامة، وخاصة بالنسبة للأطفال والحيوانات الأليفة. يجب على الجميع أن يكونوا على علم وحذر."

وسلطت نعيمة الضوء على الوعي المتزايد الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: "اليوم، يمكن لأي شخص أن يعرف ما إذا كان من الآمن زراعة نبات أو زهرة معينة. نبات الدفلى هو نبات زينة دائم الخضرة ينمو في المناخات الحارة ويستخدم غالبًا في تنسيق الحدائق بسبب أزهاره وألوانه المذهلة، مما يخلق عرضاً بصرياً رائعاً مع الحد الأدنى من متطلبات المياه". كما اقترحت حظر زراعته في مناطق محددة، مثل المنازل أو المدارس أو الحدائق.

وقال أحمد الحفيتي صاحب مزرعة دفتا: "إن شجرة الدفلى جميلة وأزهارها جميلة ورائحتها عطرية وتتحمل مناخنا الحار ولا تحتاج إلى عناية كبيرة، وتنمو شجرة الدفلى في الإمارات منذ قرون وتزدهر في الوديان والمناظر الطبيعية المحلية".

وفي تعليقه على هذا الخبر، قال حميد عبيد الزعابي، مالك مزرعة سارة في عجمان: "يمكن العثور على هذا النبات في المناخات الدافئة والباردة في جميع أنحاء العالم".

ومع ذلك، أكد الدكتور نبيل إبراهيم أنه على الرغم من قدرة نبات الدفلى على تحسين المناظر الطبيعية، إلا أنه لا ينبغي التغاضي عن المخاطر الصحية المحتملة. وقال: "من الضروري تحقيق التوازن بين تقدير النباتات المحلية ومخاوف السلامة العامة. وعلى الرغم من ندرة تناول النبات، إلا أن الحوادث التي تنطوي على الحيوانات الأليفة والأطفال يمكن أن تحدث".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com