مخرج واحد يتسبب باختناقات مرورية في أحياء دبي والشارقة
بالنسبة للعديد من المقيمين في دبي والشارقة، يستغرق الخروج إلى الطريق الرئيسي من أحيائهم أكثر من 30 دقيقة، حيث يوجد مخرج واحد فقط. وخلال ساعات الذروة ما يجب أن يستغرق دقيقتين فقط للوصول إلى الطريق السريع يتحول إلى كابوس يومي حيث تمتد الاختناقات المرورية لعدة كيلومترات خلال ساعات الذروة.
ويصف السكان من عدة أحياء معاناتهم اليومية، يبدأ الازدحام في وقت مبكر من الساعة 6.30 صباحاً، ويستمر غالباً حتى وقت لاحق من الفترة الصباحية. ومع وجود مخرج واحد فقط يؤدي إلى طريق سريع رئيسي، تتراكم مئات السيارات، مما يؤدي إلى اختناقات مرورية وحركة بطيئة تمتد عبر أحيائهم.
وقال أحمد رضوان، وهو مهندس في إحدى شركات الاتصالات، ويقيم في مدينة دبي للإنتاج منذ خمس سنوات، إن عبور المخرج يستغرق نحو 25 دقيقة فقط.
وقال رضوان "يوجد مخرجان في الحي، وقد تم إغلاق أحدهما بسبب أعمال البناء. ويتعين على جميع السكان إما أخذ هذا المخرج الذي يؤدي إلى E311 أو العبور من خلال طريق الفي للدخول إلى E311"، وأضاف أن مخرج طريق الفي يكون مزدحماً أيضاً خلال ساعات الذروة.
"قال رضوان: "قبل بضع سنوات، كنت أصل إلى المكتب في نصف ساعة فقط، والآن يستغرق الأمر أكثر من ساعة للوصول وساعة أخرى للعودة".
"يجب أن يصل إلى المدرسة في الوقت المحدد"
بالنسبة للدكتورة غدير ح، وهي طبيبة أسنان مصرية تعمل في منشأة حكومية في دبي، فإن الوضع الحالي عبارة عن صراع يومي. تقول غدير: "يستغرق الأمر أكثر من 30 دقيقة فقط للوصول إلى الطريق السريع بسبب الازدحام المروري".
تسكن الدكتورة غدير في منطقة التعاون في الشارقة وتمر عبر ازدحام شديد بسبب وجود مخرج واحد فقط يؤدي إلى طريق الاتحاد. وفي كل صباح، تحاول جاهدة توصيل أطفالها قبل التوجه إلى عيادتها. تقول الدكتورة غدير: "أغادر المنزل في الساعة 6.30 صباحاً لتوصيل أطفالي إلى المدرسة في منطقة النهدة بدبي. يجب علينا الوصول إلى الطريق السريع الرئيسي طريق الاتحاد من مقر إقامتي. يستغرق الأمر ما يقرب من نصف ساعة للوصول إلى الطريق السريع إذا تأخرت حتى 10 دقائق".
"وحتى بعد الوصول إلى العيادة، تكون حركة المرور كثيفة للغاية، وأقضي أكثر من ساعة للوصول إلى عيادتي كل يوم"، كما قالت الدكتورة غدير.
"اختيار طريق أطول"
وبالمثل، يعاني سكان دائرة قرية جميرا أيضاً من المشاكل المرتبطة بحركة المرور اليومية بسبب السعة المحدودة لنقاط الوصول الحالية إلى أقرب طريق سريع، كما قال الدكتور مصطفى الداه، خبير السلامة المرورية والنقل الإماراتي، أثناء حديثه عن الازدحام الذي يمر عبره عند الخروج والدخول إلى حيه.
على الرغم من عمله من المنزل، يتأثر روتين الدكتور الداه بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بتوصيل أطفاله إلى المدرسة.
قال الدكتور الداه: "كل صباح، يتعين عليّ اتخاذ قرار صعب - إما اختيار الطريق الأقصر، الذي يكون مزدحماً خلال ساعات الذروة، أو اختيار طريق أطول".
وأضاف: "من المدهش أن الطريق الأطول يستغرق نفس القدر من الوقت تقريباً مثل الطريق الأقصر، ولكن الضغط الناتج عن العبور عبر حركة المرور الكثيفة على الطريق الأقصر يجعل الأمر لا يطاق. الأمر لا يتعلق بالوقت فقط؛ بل بالاستياء اليومي الناجم عن العبور عبر اختناقات مرورية مماثلة".
وأشار الدكتور الداه إلى أن الإغلاق العشوائي لتقاطع رئيسي في شارع جميرا رقم 1 أدى إلى تفاقم مشاكل المرور في المنطقة، وقال: "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، لقد أدى الإغلاق إلى تحويلة طويلة تمر عبر إشارة مرورية وتسبب في حدوث فوضى خلال ساعات الذروة. ويتساءل السكان عن سبب حدوث ذلك، حيث لا توجد معلومات منشورة في موقع التحويل ولا توجد أي علامة على أي أعمال بناء".
وبما أنه خبير في سلامة المرور والنقل، لم يشاركنا الدكتور مصطفى الداه معاناته الشخصية مع حركة المرور في قرية جميرا الدائرية فحسب، بل قدم أيضاً نصائح قيمة حول كيفية التعامل مع الازدحام المروري بكفاءة وأمان أكبر.
وفيما يلي بعض النصائح التي يقدمها الدكتور الداه لمساعدة السكان على تقليل التوتر والحفاظ على الأمان على الطرق:
كن حذراً عند تغير أسطح الطرق
يقول الدكتور الداه: "يجب توخي الحذر الشديد عند الانتقال بين أسطح الطرق المختلفة، مثل الانتقال من الأسفلت إلى الخرسانة أو الطرق المتشابكة. غالباً ما يستخف السائقون بمخاطر الأسطح غير المستوية، مما قد يؤدي إلى وقوع حوادث". وأكد على أهمية تقليل السرعة والحفاظ على مسافة آمنة من السيارة التي أمامك، خاصة عند الاقتراب من المناطق التي قد تتغير فيها ظروف الطريق بشكل غير متوقع.
التحقق من حركة المرور في الوقت الحقيقي
عندما يتعلق الأمر بتجنب الاختناقات المرورية، يمكن أن تمثل التكنولوجيا حلاً منقذاً للحياة. يوصي الدكتور الداه باستخدام تطبيقات الملاحة للعثور على طرق بديلة ذات ازدحام أقل. وقال: "يستخدم العديد من الأشخاص طرقهم المعتادة بدافع العادة، ولكن يمكن للتطبيقات مثل خرائط جوجل عرض تحديثات حركة المرور في الوقت الفعلي واقتراح بدائل أسرع. تحقق من التطبيق قبل أن تبدأ رحلتك، وخاصة خلال ساعات الذروة، للتأكد من أنك تسلك أقل طريق ازدحاماً". كما ذكر الدكتور الداه أهمية التخطيط المسبق ومغادرة المنزل مبكراً إذا أمكن، لتجنب ذروة حركة المرور.
مشاركة السيارة
ومن بين الاستراتيجيات الأخرى التي يشجع عليها الدكتور الداه، هي مشاركة السيارات مع الأشخاص الذين يعملون في نفس المبنى أو يعيشون بالقرب منه. وقال: "مشاركة السيارات ليست وسيلة صديقة للبيئة فحسب، بل إنها تساعد أيضاً في تقليل عدد المركبات على الطريق. إذا اختار المزيد من السكان في أحياء مثل قرية جميرا الدائرية مشاركة الرحلات، فقد يخفف ذلك من الازدحام بشكل كبير. ومن خلال التنسيق مع الجيران أو الزملاء والتناوب على مسؤوليات القيادة، يمكن أيضاً تقليل التوتر والتكلفة المرتبطة بالتنقل اليومي.