زيادة خطر الإصابة بالمرض بنسبة 76%
زيادة خطر الإصابة بالمرض بنسبة 76%

مشاكل الجهاز الهضمي تزيد خطر الإصابة بـ"باركنسون"

الأمعاء تضم شبكة غنية من الخلايا العصبية والعديد من النواقل العصبية مشتركة بين الخلايا العصبية في هذه المواقع
تاريخ النشر

كشفت دراسة جديدة أن مشاكل الجهاز الهضمي، مثل قرحة المريء أو المعدة، قد تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 76%، وهو ما أكده أطباء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

"أظهرت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الطبية الأوروبية بعنوان 'تلف الغشاء المخاطي العلوي للجهاز الهضمي وخطر الإصابة بمرض باركنسون اللاحق' أن المرضى الذين يعانون من أمراض الغشاء المخاطي في الجهاز الهضمي العلوي، مقارنة بمن لم يعانوا منها، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بعد مرور أكثر من عقد من الزمن."

محور الأمعاء والدماغ

وقال الدكتور محمد أحمد الشوبري، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والمحاضر السريري في مركز أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى جامعة ثومبي: "إن الأمعاء والدماغ مرتبطان بشكل معقد عبر نظام يُعرف بمحور الأمعاء-الدماغ، مما يعني أن المشكلات في الجهاز الهضمي يمكن أن تؤثر على وظائف المخ والجهاز العصبي. على سبيل المثال، عندما تنشأ مشكلات في الأمعاء، قد تؤدي إلى حدوث التهاب، وهو استجابة من الجهاز المناعي للجسم، وقد تم ربط هذا الالتهاب بأمراض تنكسية عصبية مختلفة، بما في ذلك مرض باركنسون."

وأكد الأطباء أن الأمعاء تنتج مواد كيميائية حيوية، مثل النواقل العصبية مثل السيروتونين، التي تلعب أدواراً أساسية في تنظيم الحالة المزاجية والوظائف الإدراكية. لذلك، إذا أثرت مشاكل الجهاز الهضمي على إنتاج هذه المواد الكيميائية، فقد يؤثر ذلك سلباً على صحة الدماغ.

قالت الدكتورة أمل أوبادياي، استشارية أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى ميدكير الشارقة: "أشارت الدراسة أيضاً إلى أن المرضى الذين يعانون من الإمساك وصعوبة البلع هم أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون في مراحل لاحقة من حياتهم. هذه الأعراض هي ارتباطات معروفة بمرض باركنسون، ومن المحتمل أن تظهر أعراض الجهاز الهضمي قبل الأعراض العصبية الفعلية بوقت طويل."

شبكة من الخلايا العصبية

وأوضح الأطباء أن الأمعاء تحتوي على شبكة غنية من الخلايا العصبية، تماماً مثل الدماغ، وأن العديد من النواقل العصبية مشتركة بين الخلايا العصبية في هذه المواقع المتنوعة.

وأضافت: "إن نقص النواقل العصبية قد يتجلى في أعراض الجهاز الهضمي بالإضافة إلى الأعراض العصبية، وهذا أمر معروف. ما يجب إدراكه هو أن الأعراض المرتبطة بالأمعاء قد تظهر في مرحلة مبكرة جداً من العمر. كما أن العوامل المرتبطة بذلك قد تشمل الاستخدام المزمن للأدوية المستخدمة لعلاج هذه الأعراض، ونمط الحياة الذي يساهم في ظهورها، إلى جانب العديد من العوامل الأخرى."

"وأكد متخصصو الرعاية الصحية أن مشكلات الأمعاء لا تقتصر على الجهاز الهضمي العلوي فحسب، بل حتى مشكلات الأمعاء السفلية مثل الإمساك ومتلازمة القولون العصبي (نوع الإمساك) يمكن أن تشكل عوامل خطر للإصابة بمرض باركنسون إذا لم تُعالج بشكل فعال."

قال الدكتور سرينيفاس باتنايكوني، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى برايم ومركز برايم الطبي، فرع برجمان: "إن السلوك غير الطبيعي للبكتيريا المعوية يؤدي إلى تبادل إشارات مرضية مع الجهاز العصبي المركزي عبر عملية تُعرف بالمحاكاة الجزيئية، مما يدعم فرضية براك الأصلية التي تشير إلى أن مرض باركنسون قد تكون له جذور في الأمعاء، على الأقل لدى مجموعة فرعية من المرضى."

وأكد أن التحكم في معالجة صحة الأمعاء بشكل صحيح له أهمية قصوى حتى تظل ميكروبات الأمعاء في حالة طبيعية.

وأضاف باتنايكوني: "يتضمن ذلك تناول الأطعمة الطازجة، والالتزام بروتين غذائي منتظم من حيث التوقيت، وتجنب الأطعمة المصنعة والمخزنة بشكل مفرط، وكذلك تجنب الإفراط في استخدام الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية. من الضروري دائماً استشارة الخبراء قبل إجراء أي تغييرات في النظام الغذائي أو استخدام أي أدوية أو مكملات جديدة. كما أن تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مهم أيضاً."

وفي دعم للدراسة، أكد خبراء آخرون أن الارتباط يبدو مرتبطاً بما يُعرف بـ 'محور الأمعاء-الدماغ'، حيث يمكن أن يلعب الضرر الذي يلحق بالجهاز الهضمي، وخاصة في حالات مثل القرحة، دوراً في التطور المبكر للاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرض باركنسون.

وقالت "نيتا جهافيري"، مدربة الصحة في "ويلث": "يشير محور الأمعاء-الدماغ إلى شبكة الاتصال بين الجهاز الهضمي والدماغ، والتي تعمل من خلال الإشارات العصبية، والمناعية، والهرمونية. وفي الإمارات العربية المتحدة، رغم أن البيانات المتعلقة بالارتباط بين قرحة الجهاز الهضمي ومرض باركنسون لا تزال محدودة، إلا أن انتشار مرض باركنسون يشهد ازدياداً ملحوظاً."

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com