مطالب الأطفال في الإمارات تزيد الأعباء المالية على الآباء

آيفون ألعاب الكترونية وأحذية: الآباء ينفقون أكثر من 5 آلاف درهم على مطالب أبنائهم لمواكبة أقرانهم
مخاوف شعور أبنائهم بالنقص يدفعهم للأستجابة لمطالبهم
مخاوف شعور أبنائهم بالنقص يدفعهم للأستجابة لمطالبهم
تاريخ النشر

عندما طلب محمد عمرو، البالغ من العمر 14 عاماً، وهو طالب في مدرسة بريطانية في الشارقة، من والده هاتف آيفون 16 الجديد، أصيب والده سعيد بالذهول. يتذكر سعيد: "في البداية، لم أستطع فهم ما كان يقوله".

"لقد فوجئت لدرجة أنني لم أستطع الرد على الفور." وبعد توقف قصير، سأل سعيد ابنه مرة أخرى، "هل أنت جاد أم أنك تمزح؟" وتساءل عما قد يكون دفع ابنه، الذي لديه بالفعل هاتف ذكي، إلى المطالبة بمثل هذا التحديث الباهظ الثمن.

وعندما سُئل محمد، أوضح أنه شعر بالغبن عندما كان أصدقاؤه يتباهون بهواتفهم الجديدة من نوع آيفون. وقال محمد: "حصل معظم زملائي في الفصل على أحدث هواتف آيفون كهدية لاجتيازهم امتحاناتهم. وهم يتحدثون عنها طوال الوقت".

وأعرب بعض الآباء في الإمارات عن مخاوفهم من أن يؤدي الضغط الاجتماعي بين أطفال المدارس إلى زيادة الضغوط المالية. وقال بعض الآباء إنهم ينفقون ما يصل إلى 3000 درهم شهرياً لتلبية احتياجات أطفالهم من أحدث الأدوات والملابس والإكسسوارات.

تتحول الطلبات إلى مطالب

في البداية، كانت طلبات محمد مهذبة. لكن مع مرور الوقت، تحولت إلى طلب، واستسلم سعيد أخيراً واشترى آيفون 16 كلفه ما يقرب من 5200 درهم. قال سعيد، وهو مهندس في شركة إنشاءات: "لم يكن ذلك إنفاقاً مخططاً له، لكنه ظل يشعر بالنقص أمام أصدقائه. لم نكن نريده أن يمر بهذا".

بالنسبة لسعيد، لا يتعلق الأمر بشراء الأدوات فحسب، بل يتعلق أيضًا بالضغط المتزايد لضمان عدم شعور أطفالهم بالنقص. وأضاف سعيد: "نحاول تعليمه قيمة المال، لكن هذا الضغط من الأقران ساحق". ولم يتوقف الإنفاق عند هذا الحد: "بعد بضعة أيام، طلب سماعات أذن وأدوات أخرى. عندها اضطررت إلى اتخاذ قرار".

جنون الأحذية الرياضية

لا يقتصر الهوس على الأدوات أو الألعاب؛ إذ تحب آمنة مالك البالغة من العمر ثلاثة عشر عاماً جمع الأحذية. وتمتلك آمنة المقيمة في دبي أكثر من 12 زوجاً من الأحذية الرياضية، لكن هذا لم يكن كافيًا. تقول "نيدا مالك"، والدة آمنة: "كان أصدقاؤها يعرضون أحدث الأحذية الرياضية الفاخرة من علامة تجارية شهيرة".

لم تكن آمنة، التي درست في مدرسة تتبع المنهج الهندي، ترغب في الحصول على أي حذاء؛ بل كان عليها أن تختار إصداراً محدوداً، مما يجعلها نادرة وأكثر طلبًا. تقول نيدا: "لم يكن الأمر يتعلق فقط بالحصول على الحذاء. بل كان يتعلق بالحصول على شيء حصري، شيء لا تستطيع صديقاتها الحصول عليه بسهولة".

تحدثت نيدا مع معلمات آمنة حول مطالبها المتزايدة. قالت نيدا: "سألت معلمة الفصل الطلاب عن عدد الأحذية التي يمتلكونها، وكانت آمنة تمتلك أكبر عدد منها". كان سعر الحذاء الرياضي الذي طلبته أكثر من 700 درهم. أدركت آمنة أنها تمتلك بالفعل أكبر عدد من الأحذية في صفها، مما جعلها تعيد التفكير في مطالبها.

وحدة تحكم الألعاب

بعد حضوره حفل عيد ميلاد أحد زملائه في الفصل، انبهر "غابرييل كيوان" البالغ من العمر تسع سنوات بجهاز بلاي ستيشن الذي رآه هناك. يقول "إيليجاه"، والد غابرييل: "ظل يطلب الذهاب إلى منزل صديقه بعد ذلك. في البداية، لم أفهم السبب".

وبعد التحدث مع والدي الصديق، علم إيليجاه أن الصبيين يقضيان وقتهما في لعب ألعاب الفيديو. وبعد أيام قليلة، بدأ غابرييل يطلب جهاز بلاي ستيشن خاص به، والذي يبلغ سعره نحو 2000 درهم. وقال إيليجاه: "أخبرني أن جميع أصدقائه يمتلكونه وأنهم يتحدثون دائمًا عن ألعاب جديدة".

ورغم أن إيليجاه قاوم الفكرة في البداية، إلا أنه أدرك في النهاية مدى الضغوط التي يتعرض لها ابنه لمواكبة أقرانه. "الأمر لا يتعلق فقط بأجهزة الألعاب. بل يتعين عليك شراء الألعاب والملحقات، والتي تتراكم جميعها شهريًا. لقد أصبح ضغط الأقران أكثر تكلفة مما كنا نتخيل. في بعض الأحيان تتجاوز ميزانيتنا 3000 درهم شهريًا بسبب المطالب".

الضغوط المالية على الأسر

ويواجه بعض الآباء تحديات مماثلة، حيث يحاولون التوفيق بين الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية لأطفالهم وإدارة العبء المالي المتزايد. وتقول نيدا: "إن ضغوط الأقران تشكل معركة مستمرة. ولا يتعلق الأمر فقط بالأدوات أو الملابس، بل يتعلق أيضًا بتجارب مثل الرحلات المدرسية والأنشطة بعد المدرسة".

وتقول بعض الأسر إنها تنفق أكثر بكثير مما خططت له في ميزانيتها لضمان عدم شعور أطفالها بالاستبعاد. وقد دفع هذا الضغط المالي العديد من الأسر إلى إعادة النظر في ميزانياتها المنزلية. وتقول نيدا: "نحن ننفق أكثر بكثير مما خططنا له، فقط للتأكد من عدم شعور أطفالنا بالنقص".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com