معلمو الإمارات: دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم لتحسين النتائج
يدعو المعلمون في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل متزايد إلى دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، حيث يؤكدون على الحاجة إلى تزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة في عالمنا الرقمي سريع التطور.
ووفقاً للمعلمين، من خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن للمدارس تقديم تجارب تعليمية مخصصة، وتحسين مشاركة الطلاب، ودعم المعلمين في تقديم رؤى تعتمد على البيانات للطلاب.
وكشفت دراسة بحثية جديدة أجرتها شركة "باور سكول" و "يوجوف" أن أكثر من 90% من المعلمين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أكدوا أن نظام التعليم الحالي يحتاج إلى الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتقدمة لتحسين نتائج التعلم.
"تدريس الذكاء الاصطناعي أمر ضروري"
وتواصلت صحيفة خليج تايمز مع عدد من مدراء المدارس الذين أكدوا أن الذكاء الاصطناعي يعمل بالفعل على تحويل الممارسات التعليمية.
قال "لويس لا جرانج"، رئيس قسم العلوم لمرحلة الروضة حتى الصف الخامس، ومعلم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات في مدرسة "أبتاون" الدولية في مردف: "أنا أؤيد تضمين الذكاء الاصطناعي على مستوى المدرسة. يعد تدريس الذكاء الاصطناعي والبرمجة وعلم الروبوتات بشكل تدريجي بناءً على العمر أمراً ضرورياً لأن هذه المهارات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية".
وأضاف: "بالنسبة للطلاب الأصغر سناً، تعمل أدوات مثل "سكراتش" و "ماينكرفات التعليمية" والبرمجة البسيطة في "جافا سكريبت" و "بايثون" على تعزيز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع. ويمكن للطلاب الأكبر سناً استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة الأكثر، مع التركيز على المدخلات والمخرجات عالية الجودة، والتأكيد على البحث والأنظمة الأخلاقية".
التغلب على تحديات إتقان اللغة
وعلاوة على ذلك، يتفق 90% من المشاركين في الاستطلاع على أن تجربة التعليم يجب أن تكون مخصصة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للطلاب.
وكشف الاستطلاع أيضاً أن حوالي 79% من المعلمين في الإمارات العربية المتحدة يؤيدون تعليم الذكاء الاصطناعي منذ سن مبكرة. بالإضافة إلى ذلك، أظهر البحث أن 88% من المعلمين أكدوا على الحاجة إلى المزيد من التطوير المهني لمواكبة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد "لا جرانج" أنه في ظل المشهد التعليمي الحالي سريع التطور، تعمل التكنولوجيا على إعادة تشكيل كيفية تعلم الطلاب وتفاعلهم مع المحتوى. ومن بين هذه التطورات، يبرز الذكاء الاصطناعي كحليف تحويلي، وخاصة للطلاب الذين يواجهون تحديات إتقان اللغة الإنجليزية كلغة ثانية.
"يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الطلاب في التعلم، وخاصة الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، من خلال بناء الحجج، وتحفيز التفكير النقدي، ودعم مهارات اللغة. على سبيل المثال، عندما كان لدينا تدفق كبير من الطلاب الصينيين، ساعدني الذكاء الاصطناعي كثيراً في مساعدة هؤلاء الطلاب"، كما يتذكر، مضيفاً: "إنها أيضاً أداة قوية للبحث والبرمجة واستكشاف الأخطاء وإصلاحها، وحتى إنشاء الاختبارات أو مواضيع المناقشة، مما يعزز كل من التدريس والتعلم".
صياغة السياسات أمر ضروري
وأكد المعلم المخضرم أن العديد من المدارس تقوم بصياغة سياسات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، وأن مدرسته تطبق ذلك بالفعل، ووصفها بأنها "وثيقة عمل".
وأوضح "لاجرانج" أن "يجب على المعلمين توجيه الطلاب إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية ومسؤولة، مع ضمان تحقيق التوازن بين الفضول والوعي النقدي. ويتعين على المدارس تطوير سياسات قابلة للتكيف في مجال الذكاء الاصطناعي مع الاعتراف بأهمية العنصر البشري في التدريس".
وأضاف: "كبالغين قد نكون متشككين ولكن الطلاب فضوليون للغاية ومنفتحون على التكنولوجيا الجديدة. لذلك، يلعب المعلمون دوراً محورياً في تعريف الطلاب بالتكنولوجيا وتمكينهم من إتقانها في إطار أخلاقي ومتوازن".
وبحسب الاستطلاع، أشاد 51% من المعلمين بأتمتة المهام المتكررة والمستهلكة للوقت باعتبارها الميزة الأساسية لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ميزات مثل تعيين الواجبات المنزلية، بالإضافة إلى ذلك، أبرز 49% منهم دورها في متابعة نسب الحضور، بينما أكد 49% آخرون على فائدتها في إرسال التذكيرات.
تمكين المعلمين من خلال أتمتة المهام الروتينية
قالت "سانجيتا شيما"، مديرة مدرسة أميتي دبي: "يركز تعليم الذكاء الاصطناعي في سن مبكرة على التعلم الأساسي والعملي باستخدام أدوات تفاعلية ومنصات ألعاب وما إلى ذلك. تعمل أدوات التعلم هذه على إثارة الفضول وتمكين الطلاب من مواصلة حياتهم. إن تعريف الطلاب بمفاهيم الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر يعدهم للتنقل والمساهمة في تقييم عالم مدفوع بشكل متزايد بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
"يتمكن الطلاب من فهم التفكير الحسابي وحل المشكلات والإبداع في سنوات نموهم. كما أن هناك مجالاً ممتازاً لتمكين المعلمين من خلال أتمتة المهام الروتينية مثل التصحيح ووضع الدرجات والتخطيط المكثف."
وفي الوقت نفسه، قالت "أبيلاشا سينغ"، مديرة مدرسة "شاينينج ستار" الدولية: "ندرس الذكاء الاصطناعي كمادة تعتمد على المهارات في المدرسة الإعدادية، لأنه بحلول ذلك الوقت، يتطور فهم الطلاب. إن الذكاء الاصطناعي موجود وسيبقى ليكون جزءاً أساسياً في حياتنا. لذا، فإن توعية الأطفال بهذا الأمر أمر مهم. إنه جزء من منهجنا الدراسي. كما تقع على عاتقنا مسؤولية إعداد طلابنا لسوق العمل في المستقبل. لا يمكننا تجاهله، لذا من الأفضل أن نعمل على تضمينه في مناهجنا، ولكن هناك الكثير من القضايا الأخلاقية حوله. إن النزاهة الأكاديمية مهمة".
وأضافت: "أنا أيضاً أؤيد استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للمعلمين لأنها تساعد في إعداد الدروس، مما يجعل العملية أكثر كفاءة من حيث الوقت".