صفاء سرور..إرادة وانتصار
صفاء سرور..إرادة وانتصار

مقيمة في دبي تتغلب على تمدد الأوعية الدموية وتكمل ماراثون نيويورك

كانت تركض لرفع الوعي حول صحة الدماغ وإثبات أن التعافي هو بداية تحول قوي.
تاريخ النشر

في نوفمبر 2023، تم تشخيص إصابة "صفاء سرور" بتمدد الأوعية الدموية في المخ والذي كان من الممكن أن يؤدي إلى وفاتها. يوم الاثنين، بعد عام واحد فقط، شاركت المقيمة في دبي في ماراثون نيويورك وأكملت أول سباق لها على الإطلاق لمسافة 42 كيلومتراً، قالت لصحيفة خليج تايمز من نيويورك: "الشعور الأكثر بهجة. كان عبور خط النهاية في الماراثون في المدينة التي نشأت فيها بمثابة حلم تحقق".

لقد تدربت صفاء بجدية حتى تصبح في حالة جيدة قبل الماراثون، وذلك بهدف زيادة الوعي حول صحة الدماغ وإثبات أن التعافي هو بداية التحول القوي. لقد كان الأمر صعباً عليها حيث لم يكن الجري جزءاً من حياتها قبل التحديات الصحية التي واجهتها. قالت: "لقد رأيت حملة إعلانية لشركة "نيو بالنس" New Balance، والتي قالت "اركض على طريقتك" وقد أثرت فيَّ حقاً. أنا الآن أركض كل صباح ولكن لا يمكنني أن أدفع نفسي بقوة شديدة، لذا فإن كل يوم هو تجربة تعليمية. وأحاول إيجاد هذا التوازن الآن".

قصة صفاء هي قصة شجاعة وإصرار وعمل شاق. كانت صفاء، صانعة محتوى، ومصممة أزياء، مشغولة بأسبوع الموضة في أكتوبر 2023 عندما بدأت تشعر بالصداع النصفي بشكل أكثر حدة من المعتاد. تتذكر: "بمجرد أن انتهيت من جدول أعمالي المزدحم، قررت إجراء فحص. تجاهل الطبيب الأمر قائلاً إنه مجرد صداع نصفي متفاقم بسبب ضغوط أسبوع الموضة. لكن شيئاً ما بداخلي أخبرني أن أطلب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي".

وبمجرد أن انتهى الطبيب من فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، وخرجت من العيادة، اتصل بها وطلب منها العودة. وقالت: "أدركت على الفور أن الأمر ليس جيداً، لكنني لم أستطع أن أتخيل مدى سوء حالتي".

أعطاها الطبيب تشخيصاً صادماً، قالت: "أصبت بتمدد في الأوعية الدموية في المخ وكان حجمه 12 مليمتراً". كان الخبر صادماً لصفاء لأنها فقدت والدها بسبب تمدد في الأوعية الدموية في المخ بحجم مماثل تقريباً، قبل خمس سنوات فقط من ذلك. "يُطلق عليه القاتل الصامت لأنه لا توجد له أعراض كثيرة قبل تمزق الأوعية الدموية. لا ينجو سوى 20 في المائة من الأشخاص بإعاقة".

قرارات صعبة

وبعد تلقي التشخيص، لم تستطع صفاء أن تخبر أسرتها. وبدلاً من ذلك، تواصلت مع أصدقائها في نيويورك. وقالت: "لقد أنهيتُ شهادتي الجامعية في الصّحة المجتمعية، وكنتُ أتقدم بطلبات الالتحاق بكليات الطب قبل تغيير مساري المهني، لقد عملتُ في الإسعاف، لذا عملتُ مع العديد من الأطباء، وأرسلت لهم صورة الرنين المغناطيسي، وقال لي الطبيب إنني يجب أن أسافر في أقرب وقت ممكن، وهنا أخبرت عائلتي أخيراً".

كان القرار الأصعب الذي كان على صفاء اتخاذه هو تحديد مسار العلاج. قالت: "كان بإمكاننا إجراء جراحة دماغية مفتوحة، أو إجراء آخر يمر عبر الشرايين الرئيسية. لذلك كان القرار صعباً حتى بالنسبة للطبيب؛ لأنه كان بحاجة إلى تقييم أيهما أفضل بالنسبة لي كشابّة بالغة. استغرق الأمر ما يقرب من أسبوعين لاتخاذ القرار واختار الطبيب إجراء الجراحة عبر الشرايين. كانت نفس الجراحة التي توفي خلالها والدي، لذا كان الأمر مخيفاً للغاية بالنسبة لنا جميعاً".

نشر الرسالة

وقالت صفاء: إن الأطباء حذروها من احتمال حدوث عدد من المضاعفات بما في ذلك شلل أحد جانبي وجهها أثناء الجراحة. ومع ذلك، سارت العملية بسلاسة وتعافت صفاء بشكل جيد. وقالت: "أعاني من تمددين آخرين في المخ سيتابعهما الأطباء باستمرار".

بعد إجراء العملية، خضع شقيقها أيضاً لفحص وقائي أظهر أنه يعاني أيضاً من بعض تمددات الأوعية الدموية في المخ، وعندها قررت صفاء رفع مستوى الوعي بشأن هذه الحالة. قالت: "أردت حقاً أن أخبر الناس بضرورة فحص أنفسهم، وربما يمكنهم الفحص من منع حدوث ذلك؛ لذلك كان هذا مهماً جداً بالنسبة لي، وربما لو أتيحت الفرصة لوالدي لمعرفة ذلك قبل تمزق الأوعية الدموية لكان ذلك منقذاً لحياته".

واعترفت صفاء بأن التدريب على الماراثون كان صعباً، وقالت: "أردت أن أدفع نفسي للأمام، ولكنني كنت أعاني من قيود أيضاً. لا أستطيع أن أرفع معدل ضربات قلبي، أو ضغط دمي كثيراً، لذا كان من الصعب إيجاد هذا التوازن. أحتاج إلى فهم سرعتي، وهذا ما أريد أن أنقله للناس، وهو أنك بحاجة إلى معرفة المزيد عن نفسك وقيودك. في أحد الأيام، اضطررت إلى الاتصال بالطوارئ بعد يوم من الجري الشاق بشكل خاص، والذي أثّر على جسدي".

ورغم التحديات التي تواجهها، تقول صفاء إنها عازمة على مواصلة الجري. وتقول: "أشعر حقاً بأن شكل جسمي يتغير مع الجري. أحب الكربوهيدرات التي أتناولها، ومع الجري أستطيع أن آكل بقدر ما أريد. ولكن أكثر من أي شيء آخر، أستمتع بالمجتمع. فهناك نوادٍ للجري، وحتى عندما تذهب إلى الحديقة، أو المضمار، تجد أشخاصاً يركضون معك، إنه مجتمع مذهل".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com