الخطاط الفنان محمد بوخنة
الخطاط الفنان محمد بوخنة

من التنمرإلى العالمية: محمد بوخنة فنان الخط المغربي

سخر منه معلمه عندما كان في السابعة من عمرهوهو يمثل المغرب اليوم بفخر في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024
تاريخ النشر

"عندما كان الأستاذ محمد بوخنة في السابعة من عمره فقط، مر بتجربة مؤلمة كان من الممكن أن تعرقل مستقبله. فقد تعرض للتنمر من قبل أحد المعلمين الذي سخر من خط يده، وقال له إنه يكتب "بأرجل دجاجة". لكن بدلاً من الاستسلام لليأس، أشعلت هذه المحنة المبكرة شغفاً عميقاً بداخله. وقال: "عندما تستفز فناناً، فإنك توقظ القوة الكامنة في داخله". واليوم، يمثل بوخنة المغرب بفخر في معرض الشارقة الدولي للكتاب الثالث والأربعين، ويشارك العالم رحلته وجمال هذا الفن الموقر."

"اليوم، لم يعد الأستاذ محمد بوخنة مجرد ناجٍ من التنمر في مرحلة الطفولة؛ بل أصبح معلماً مشهوراً وسفيراً للخط المغربي. وقد تم دعوته للمشاركة في معرض الكتاب، الذي انطلق يوم الأربعاء كجزء من الوفد الثقافي المغربي الغني. وقد أتيحت لصحيفة خليج تايمز الفرصة للتحدث معه في قسم المغرب، الذي كان ضيف شرف المعرض."

"وقد تحدث الأستاذ البالغ من العمر 50 عاماً عن رحلته في عالم الخط، فقال: "لقد حظيت بتكريم من ملك المغرب، لكن كل شيء بدأ بسخرية ذلك المعلم. لقد عملت بجد لتحسين مهاراتي، وفي النهاية وجدت صوتي في الفن". وأكد على أهمية المثابرة، قائلاً: "كل ضربة قلم هي رقصة، وطريقة للتعبير عن المشاعر والتواصل مع تراثنا"."

"كل شيء يبدأ بكتاب"، هذا هو شعار معرض الشارقة الدولي للكتاب لهذا العام الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة. هذا الشعار يجسد جوهر الحدث الذي سيعرض أكثر من 2520 ناشراً من 112 دولة ويضم عدداً لا يحصى من الأنشطة الثقافية حتى 17 نوفمبر. ومن المقرر أن يستضيف المعرض 134 ضيفاً من 32 دولة، ويدير أكثر من 500 فعالية، بما في ذلك المناقشات وورش العمل والقراءات - كلها مخصصة للاحتفال بقوة الأدب.

"في معرض عرضه لأعماله، سلط الأستاذ محمد الضوء على الأنماط الفريدة للخط المغربي، قائلاً: "المبسوط، والمجوهر، والثلث. هذه الأشكال تجسد هويتنا الثقافية". وأضاف: "هدفي هو نقل جمال التراث المغربي إلى جمهور عالمي". ويمتد شغفه بالفن إلى ما هو أبعد من الجماليات؛ فهو يؤمن أيضاً بالقوة العلاجية للخط. وقال: "يسمح العلاج بالفن للأفراد بالتغلب على ضغوط الحياة. عندما نغمس الحبر ونحرك القلم، فإننا لا نخلق حروفاً فحسب، بل شعوراً بالسلام"."

"الخط له دور مقدس"

كما عبر الأستاذ محمد بحماس عن اعتقاده بأن الخط ليس مجرد شكل فني، بل هو تراث ثقافي حيوي سيظل قائماً رغم صعود التكنولوجيا. وأوضح قائلاً: "الخط له دور مقدس، خاصة في سياق كتابة القرآن الكريم. لقد تم تكريمه لقرون، ولا يمكن تكرار الحرفة الدقيقة للخط اليدوي بواسطة الآلات". وأقر بفوائد التكنولوجيا الحديثة، قائلاً: "في حين أن الأدوات الرقمية قد تعزز إمكانية الوصول، إلا أنها لا يمكن أن تحل محل حميمية وأصالة الفن المصنوع يدوياً".

وأكد أن الكتابة باليد هي ممارسة تأملية تعزز الارتباط بأفكار الشخص وتراثه. وأشار إلى أن "كل حرف نشكله يحمل ثقل تاريخنا. عندما نكتب، نحن نشارك في حوار مع ماضينا ونحافظ عليه للأجيال القادمة". ويعتقد الأستاذ محمد أن التجربة الملموسة للقلم على الورق، ورائحة الحبر، وإيقاع عملية الكتابة تخلق رابطاً لا يمكن تعويضه بين الفنان ووسيلته.

"واختتم كلمته برؤية متفائلة لمستقبل فن الخط، قائلاً: "ما دام هناك أفراد يقدرون الجمال والتقاليد، فإن فن الخط سوف يزدهر. إنه تقليد حي يتطور رغم أنه متجذر في الماضي. يجب أن نضمن استمرار هذا الإرث، ومزج القديم بالجديد". إن التزامه بتدريس هذا الفن والحفاظ عليه هو تذكير قوي بأنه، حتى في عالم سريع التغير، تظل بعض التقاليد تحمل أهمية عميقة وستستمر في إلهامنا."

"في الركن المغربي من المعرض، استمتع الزوار أيضاً بمعروضات تبرز التاريخ الغني للمغرب، بما في ذلك الخرائط والتحف النادرة. من بين هذه المعروضات، كانت خريطة الإدريسي، إحدى أقدم الخرائط وأكثرها دقة، التي رسمت في عام 1154 م، ونسخة من أقدم جمجمة معروفة للإنسان العاقل، التي اكتشفت في جبل إيغود."

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com