القارة القطبية الجنوبية
القارة القطبية الجنوبية

نيازك القارة القطبية الجنوبية: مفتاح نجاح الإمارات فضائياً

علماء إماراتيون: القارة القطبية الجنوبية هي القلب النابض لكوكبنا
تاريخ النشر

تم العثور على حوالي 60 في المائة من النيازك المكتشفة على الأرض في القارة القطبية الجنوبية، والتي كان استخراجها ضرورياً لمهمة رواد الفضاء الإماراتية.

وقالت الدكتورة عائشة السويدي، الأستاذة المشاركة في علوم الأرض بجامعة خليفة: "نعلم أن العديد من التضاريس الجليدية التي نراها في القارة القطبية الجنوبية تشبه ما نتوقع العثور عليه في أماكن مثل المريخ. لذا، بينما نفكر في استكشاف الإنسان للمريخ ووضع أول إنسان على المريخ، نحتاج إلى الوصول إلى بيئات مشابهة لما نتوقع العثور عليه على المريخ. وسيكون هذا أمراً بالغ الأهمية لفهم المشهد بشكل أفضل".

وأضافت: "إن نسبة كبيرة من النيازك الموجودة على الأرض (حوالي 60% أو أكثر من النيازك التي تم جمعها على الأرض) ربما تم العثور عليها في القارة القطبية الجنوبية. نحن بحاجة إلى علماء ومجموعة أكبر من النيازك، ويجب القيام بمزيد من العمل في القارة القطبية الجنوبية للعثور على هذه النيازك، وهذا مهم حقاً لمهمة رواد الفضاء الإماراتية".

لماذا يوجد عدد كبير من النيازك في القطب الجنوبي؟

لقد كانت القارة القطبية الجنوبية موقعاً بالغ الأهمية للعلماء الذين يبحثون عن النيازك، حيث تم العثور على أكثر من 60 في المائة من النيازك المكتشفة على الأرض والتي يبلغ عددها 80 ألفاً على التضاريس الجليدية.

وعلى الجليد الأبيض، تبدو الصخور ذات اللون الداكن واضحة مما يجعل تحديد موقعها أسهل. ومع ذلك، مع تسارع تغير المناخ، أصبحت هذه الطريقة الموثوقة في السابق للعثور على الصخور الفضائية أقل فعالية.

وتكشف دراسة نشرتها مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" أن نحو 5 آلاف نيزك أصبح يصعب الوصول إليها كل عام. وبحلول عام 2050، قد يضيع 24% من هذه النيازك، وفي ظل سيناريو الانبعاثات العالية، قد يرتفع هذا الرقم إلى 76% بحلول عام 2100.

أوجه تشابه بين القارة القطبية الجنوبية والمريخ

وفي الوقت نفسه، أكدت السويدي أيضاً أن الأجواء الباردة والجافة على كوكب المريخ، وخاصة التضاريس الجليدية، تشابه بشكل كبير البيئات على الأرض، مثل الوديان الجافة في القارة القطبية الجنوبية.

"يعتبر المريخ كوكباً بارداً نسبياً، ونرى الكثير مما نسميه التضاريس الجليدية، وهي تضاريس تشكلت نتيجة لوجود كتلة جليدية كبيرة. ومن المحتمل أن يكون الأشخاص الذين يمارسون رياضة التزلج قد شاهدوا بالفعل التضاريس الجليدية."

التضاريس الجليدية هي سمات تنشأ نتيجة لحركة الأنهار الجليدية فوق سطح الأرض. ومع تقدم الأنهار الجليدية وتراجعها، فإنها تشكل المناظر الطبيعية من خلال عمليات مثل الانجراف والترسب ودورات التجمد والذوبان.

وأضافت السويدي: "لكي نفهم التضاريس في المناخات المتطرفة مثل المريخ، يتعين علينا أن نفكر حقاً في مكان مثل القارة القطبية الجنوبية، وما يسمى بالوديان الجافة في القارة القطبية الجنوبية. تحتوي الوديان الجافة على الكثير من المعلومات حول الظروف الجليدية، والتي تشبه إلى حد كبير ما نراه على المريخ. لذا، إذا كانت لدينا طموحات لإرسال شخص إلى المريخ، فنحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على وضعه في بيئة مماثلة للمريخ لرؤية السمات الجيومورفولوجية (وهي سمات على الأرض التي تشبه ما هو موجود على المريخ)".

جهاز جامعة خليفة في القطب الجنوبي

يذكر أنه في عام 2022، قام علماء وباحثون من مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية (ENGEOS) وقسم علوم الأرض في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا بنشر أداة متخصصة تسمى أداة موازنة كتلة الجليد والثلج (SIMBA) لدراسة الجليد في القارة القطبية الجنوبية.

وأكدت السويدي أن  العينات اللبية الجليدية والتكوينات الجيولوجية في القارة القطبية الجنوبية تقدم أيضاً سجلاً استثنائياً لتاريخ الأرض، وتوفر رؤى قيمة حول التغيرات البيئية الماضية.

"إن القارة القطبية الجنوبية، من نواح كثيرة، هي "القلب النابض لكوكبنا" من حيث مسارات المحيطات ودورتها. وهي تحمل "تاريخاً مناخياً" رائعاً أعتقد أننا نستطيع أن نتعلم منه الكثير". إن الجليد هناك عامل أساسي لتنظيم مناخ الأرض، فهو يعكس حرارة الشمس، ويوفر موطناً للنباتات المجهرية التي تمتص الكربون، ويؤثر على مستويات سطح البحر العالمية، وينتج مياهاً باردة مالحة تحرك تيارات المحيطات في جميع أنحاء العالم.

وأضافت أنه "لفهم تأثيرات تغير المناخ، يتعين علينا دراسة المناخات السابقة، ومراقبة الظروف الحالية، والتنبؤ بالتطورات المستقبلية".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com