هواة الفلك بالإمارات يترقبون المذنب الأكثرسطوعاً في القرن
سيستمتع هواة رصد النجوم في الإمارات خلال شهر أكتوبر بفرصة نادرة لرصد مذنب يظهر مرة كل عدة آلاف من السنين. وقد اكتشف نظام المسح الفلكي هذا المذنب الطويل الأمد، الذي أطلق عليه اسم C/2023 A3، والذي ساهم أيضاً في اكتشاف "القمر الصغير" الجديد للأرض.
وقالت خديجة أحمد، مديرة العمليات في مجموعة دبي للفلك، إن المذنب قد يكون "ألمع مذنب في القرن، إذا زاد سطوعه عن 0.5 درجة". (في علم الفلك، كلما زاد سطوع الجسم، انخفض رقم المقدار النجمي.) ومع ذلك، أضافت أنه لا يمكن التنبؤ بذلك حتى الآن. وعلى الرغم من أن المذنب كان ساطعاً في البداية، إلا أنه قد يتصرف بطرق غير متوقعة مع اقترابه من الشمس.
متى يمكن لسكان الإمارات استطلاعه؟
لدى سكان دولة الإمارات العربية المتحدة فرصتان لمحاولة رصد هذه الظاهرة السماوية.
وكان أول ظهور له في سماء الإمارات قبيل شروق الشمس يوم 27 سبتمبر/أيلول شرقاً، حيث يمكن رصده حتى الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن رؤيته بالعين المجردة خلال هذا الظهور الأولي لن تكون ممكنة.
وأضافت خديجة لصحيفة "خليج تايمز" أنه بعد ذلك "سيظهر مرة أخرى من 12 أكتوبر إلى 30 أكتوبر في المساء، بعد الحضيض (أقرب نقطة إلى الشمس)، وسيكون مرئياً في السماء الغربية بعد غروب الشمس بقليل".
وأضافت أنه خلال هذه الفترة من شهر أكتوبر، من المرجح أن يكون الجسم السماوي مرئياً بالعين المجردة، لكن "من الأفضل رصده باستخدام تلسكوب للحصول على رؤية أوضح". كما يمكن أن تتأثر الرؤية بتفاعل المذنب مع الشمس، ووضوح الطقس، والمسافة من الأفق.
إليكم صورة التقطتها مجموعة دبي للفلك في وادي شوكة برأس الخيمة في 28 سبتمبر الساعة الخامسة صباحاً. الصورة عبارة عن لقطة واحدة بمدة تعرض 15 ثانية:
إليكم صورة أكثر وضوحاً ومعالجة للمذنب:
يقع المذنب C/2023 A3 منخفضاً في الأفق، مما يعني أن الضوء سوف يتشتت بواسطة الغلاف الجوي للأرض، مما قد يجعل من الصعب مراقبة المذنب.
ولرصد المذنب، يمكن للمراقبين النظر إلى الأفق (شرقي أو غربي حسب التاريخ) في مناطق ذات تلوث ضوئي ضئيل. وأشارت خديجة إلى أن المواقع البعيدة عن أضواء المدن، مثل الصحاري، ستكون مثالية.
ما هي سحابة أورت؟
وأشارت خديجة إلى أن المذنبات طويلة المدى، مثل C/2023 A3، يمكن أن يكون لها مدارات تجعلها تدخل النظام الشمسي الداخلي مرة واحدة فقط كل آلاف أو ملايين السنين، وعادة ما تنشأ من سحابة أورت.
اشار عالم الفلك يان أورت لأول مرة في الخمسينيات من القرن العشرين الى وجود سحابة أورت، حيث افترض أن "بعض المذنبات تنشأ من غلاف كروي شاسع وبعيد جداً يحتوي على أجسام جليدية تحيط بالنظام الشمسي"، حسبما ذكرت وكالة ناسا.
هذه السحابة هي أبعد منطقة في نظامنا الشمسي. وبينما يستغرق ضوء الشمس أكثر من 8 دقائق بقليل ليصل إلى الأرض، فإن الأمر يستغرق ما بين 10 إلى 29 يوماً للوصول إلى الحافة الداخلية لسحابة أورت. أما المرور عبر حافتها الخارجية، فسوف يستغرق ما يقرب من عام ونصف.
وبحسب وكالة ناسا، فإن معظم المذنبات طويلة المدى المعروفة لم تُشاهد إلا مرة واحدة في التاريخ المسجل بسبب فتراتها المدارية الطويلة. وأضافت أن جنسنا البشري لم يكن موجوداً في المرة الأخيرة التي مرت فيها بعض المذنبات عبر النظام الشمسي الداخلي، بينما لم تقترب مذنبات أخرى من الشمس منذ تشكلها.