ماريا فيكتوريا خوان
ماريا فيكتوريا خوان

900 ألف درهم لممرضة فلبينية لتحسينها نظام الإخلاء الطبي

كانت ماريا فيكتوريا خوان مسؤولة عن إنشاء أول نظام إخلاء طبي جوي في القوات المسلحة الفلبينية
تاريخ النشر

كانت الممرضة الفلبينية "ماريا فيكتوريا خوان" طفلة صغيرة عندما توفيت عمتها، وهي ممرضة عسكرية، متأثرة بجراحها الناجمة عن طلقات نارية أثناء توجهها إلى مهمة.

لكن هذا لم يمنعها من أن تصبح ممرضة عسكرية بنفسها. ففي يوم الخميس، فازت بجائزة التمريض المرموقة تقديراً لعملها في قيادة نظام إخلاء أدى إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، وخاصة في مناطق الصراع.

فازت ماريا بجائزة أستر جارديانز العالمية للتمريض لعام 2024، متفوقة على 78 ألف متقدم آخرين، وحصلت على منحة تبلغ قيمتها أكثر من 900 ألف درهم إماراتي في حفل توزيع الجوائز المرموق الذي أقيم في الهند.

وقالت لصحيفة الخليج تايمز عبر الهاتف: "لم أصدق ما سمعته عندما نادوا باسمي. ستساعدني هذه المنحة على مواصلة العمل الذي يهمني كثيرا. يمكن للممرضة أن تفعل الكثير من أجل المجتمع والبلد، وأنا عازمة على العطاء بقدر ما أستطيع".

خلال عملها كرئيسة ممرضات في الجيش الفلبيني، كانت ماريا مسؤولة عن إنشاء أول نظام إخلاء طبي جوي في القوات المسلحة الفلبينية. وقد أدى هذا النظام إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير من خلال تمكين الإخلاء السريع والعلاج المبكر للضحايا، وخاصة في مناطق الصراع.

تجربة شخصية

كانت تعمل كضابط مبتدئ في مستشفى ميداني، وكان أحد المرضى هو الذي غيّر مسار حياتها المهنية. تتذكر قائلة: "كان هناك جندي على وشك الموت بسبب شدة جروحه. كان يتلاشى ببطء ولكن عندما سمع صوت المروحية قادمة، استعاد وعيه مرة أخرى وتمكنا من إنقاذه. كنت أعتقد أنها حادثة معزولة ولكن أثناء عملي، أدركت أن الأمر ليس كذلك. عندما يكون هناك أمل في إنقاذهم بسرعة، يكافح المرضى المصابون بجروح خطيرة للبقاء على قيد الحياة".

في تلك اللحظة أدركت أنه إذا كان هناك طريقة لنقل الإسعاف الجوي إلى الجنود الجرحى بسرعة، فيمكن إنقاذهم، وهو ما من شأنه أن يعزز معنوياتهم للقتال من أجل البلاد. ومع ذلك، كان هناك عيب واحد في خطتها - لم يكن لدى الجيش الفلبيني سيارة إسعاف جوية. قالت: "لقد كان استثمارًا بملايين البيزو، لذا لم يكن شيئًا يمكننا تقديمه بسرعة".

ولكن ماريا لم تتراجع عن عزمها، بل مضت قدماً في تنفيذ خطة لتدريب الأطباء وفريق الطيران بشكل مشترك على كيفية إجلاء الجنود الجرحى. وقالت: "بعد التدريب المشترك، تمكنا من إعادة تكوين الأصول الجوية القتالية الحالية لاستخدامها في عمليات الإنقاذ. وفي وقت لاحق، تمكنا من إقناع القيادة بالاستثمار في سيارة إسعاف جوية".

وقد نجحت سيارة الإسعاف التي تعمل منذ عام في إنقاذ حياة جندي مصاب بجروح خطيرة وتسعة مصابين في المعارك حتى الآن. وقالت: "بسبب نجاح هذا العمل، اقتنع الجيش بالحصول على سيارة إسعاف جوية أخرى أكبر حجمًا".

تعمل ماريا حاليًا كمستشارة في خدمات الصحة للجيش الفلبيني وهي عقيد في قوة الاحتياط التابعة للقوات المسلحة الفلبينية.

جائزة مالية

وقالت ماريا إنها ستستخدم أموال المنحة التي تبلغ 250 ألف دولار في قضايا قريبة من قلبها. ومن بين هذه القضايا دمج تقنية عشب نجيل الهند. وقالت: "إنه عشب مستدام للغاية يمكنه حل مشكلة تآكل التربة وتنظيف المياه القذرة. لقد اختبرنا هذا بالفعل وكان ناجحًا. ومن خلال هذا، أود أن أبدأ في تطبيقه في مجتمعات معينة في الفلبين".

أما المشروع الثاني الذي ترغب في التركيز عليه فهو تجهيز الأسر للاستجابة لحالات الطوارئ الطبية أو الصدمات. وقالت: "لدينا الكثير من حوادث الصدمات في الفلبين. لا يكفي التركيز فقط على المستشفى. من المهم جدًا التركيز على مكان حدوثها. لذا عليك تثقيف الأسر وتزويدها بمعدات منقذة للحياة حتى تتمكن من إنقاذ نفسها وأحبائها".

خلال جائحة كوفيد-19، نظمت ماريا مركز Endurun Mega Swabbing Center، لتدريب القوات على أخذ عينات من المرضى وتنسيق عمل المتخصصين في الرعاية الصحية. أجرى المركز ما يقرب من 500 ألف اختبار، مما ساهم بشكل كبير في استجابة البلاد للجائحة.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com