لقد كان هذا الخبر الذي ينتظره كل فلسطيني: وقف إطلاق النار، ونهاية إراقة الدماء التي امتدت لخمسة عشر شهراً. ولكن مع اندلاع الاحتفالات في غزة، ظل الناجون من الحرب يواجهون واقعاً قاتماً. فقد هُدِمَت منازلهم، وذبحت كل ماشيتهم، ودُمرت المدارس والمساجد والمستشفيات.
ستكون هناك حاجة لمليارات الدولارات لإعادة إعمار غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
كيف يمكن لقطاع غزة أن ينهض من جديد؟ فيما يلي تفصيل للدمار الذي لحق بالقطاع الفلسطيني:
لقد أسفر القصف الإسرائيلي على غزة عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص، وفقاً للسلطات الفلسطينية. أما هجوم حماس على إسرائيل فقد أسفر عن مقتل 1200 شخص، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية.
وحذرت الأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول من أن إزالة 42 مليون طن من الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي قد تستغرق سنوات ويكلف 1.2 مليار دولار. وتشير تقديرات الأمم المتحدة في أبريل/نيسان 2024 إلى أن الأمر سيستغرق 14 عاما لإزالة الأنقاض.
ويعتقد أن الأنقاض ملوثة بمادة الأسبستوس، ومن المعروف أن بعض مخيمات اللاجئين التي ضربت أثناء الحرب بُنيت بهذه المادة. ومن المرجح أيضاً أن تحتوي الأنقاض على بقايا بشرية. وقد قدرت وزارة الصحة الفلسطينية في مايو/أيار أن هناك عشرة آلاف جثة مفقودة تحت الأنقاض.
وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة العام الماضي، فإن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة سوف تستغرق على الأقل حتى عام 2040، ولكنها قد تستمر لعقود عديدة.
ووفقاً لبيانات الأقمار الصناعية للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول، فإن ثلثي مباني غزة التي بنيت قبل الحرب ـ أي أكثر من 170 ألف مبنى ـ قد تضررت أو سويت بالأرض. وهذا يعادل نحو 69% من إجمالي مباني قطاع غزة.
وبحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة للتطبيقات الساتلية، فإن إجمالي الوحدات السكنية التي تم إحصاؤها بلغ 245,123 وحدة. وفي الوقت الحالي، يحتاج أكثر من 1.8 مليون شخص إلى مأوى طارئ في غزة، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وذكر تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بلغت 18.5 مليار دولار حتى نهاية يناير/كانون الثاني 2024، مما أثر على المباني السكنية والتجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
وأظهر تحديث أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية هذا الشهر أن أقل من ربع إمدادات المياه قبل الحرب متاحة الآن، في حين تضرر ما لا يقل عن 68% من شبكة الطرق.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها الأمم المتحدة أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة، والتي تعد حيوية لإطعام السكان الجوعى في القطاع الذي مزقته الحرب، تدهورت بسبب الصراع.
وتكشف البيانات عن ارتفاع في تدمير البساتين والمحاصيل الحقلية والخضروات في القطاع الفلسطيني، حيث ينتشر الجوع على نطاق واسع بعد 15 شهراً من القصف الإسرائيلي.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة العام الماضي إن 15 ألف رأس من الماشية، أو أكثر من 95 في المائة من إجمالي عدد الماشية، ذبحت أو ماتت منذ بدء الصراع، فضلا عن نفوق ما يقرب من نصف الأغنام.
وتشير البيانات الفلسطينية إلى أن الصراع أدى إلى تدمير أكثر من 200 منشأة حكومية، و136 مدرسة وجامعة، و823 مسجدا، وثلاث كنائس. كما تضررت العديد من المستشفيات خلال الصراع، حيث لم تعد تعمل سوى 17 وحدة فقط من أصل 36 وحدة جزئيا حتى يناير/كانون الثاني، وفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وقد سلط مختبر الأدلة في الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية الضوء على مدى الدمار على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. فحتى مايو/أيار 2024، كان أكثر من 90% من المباني في هذه المنطقة، بما في ذلك أكثر من 3500 مبنى، إما مدمرة أو تضررت بشدة.
(مدخلات من رويترز)