غزة تحت القصف: مقتل 32 فلسطينياً بعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار

رغم اتفاق الهدنة فالغارات الإسرائيلية مستمرة على غزة
 منظر لمدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة أمس  تصوير: وكالة فرانس برس
منظر لمدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة أمس تصوير: وكالة فرانس برس
تاريخ النشر: 

قال سكان ومسؤولون في قطاع غزة الفلسطيني إن إسرائيل كثفت غاراتها على غزة بعد ساعات من الإعلان عن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى ، وسعى وسطاء إلى تهدئة القتال قبل بدء الهدنة في 19 يناير.

وقال مسعفون إن القصف الإسرائيلي العنيف، وخاصة في مدينة غزة، أدى إلى مقتل 32 شخصاً في وقت متأخر من يوم الأربعاء. وقال سكان إن الغارات استمرت في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس ودمرت منازل في رفح في جنوب غزة، والنصيرات في وسط غزة، وشمال غزة.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور ولم ترد أنباء عن هجمات لحماس على إسرائيل بعد إعلان وقف إطلاق النار. وقال مسؤول فلسطيني مقرب من مفاوضات وقف إطلاق النار إن الوسطاء يسعون لإقناع الجانبين بتعليق الأعمال العدائية قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ .

وظهر اتفاق وقف إطلاق النار المعقد بين إسرائيل وحماس، التي تسيطر على غزة، يوم الأربعاء بعد أشهر من الوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة و 15 شهراً من إراقة الدماء التي دمرت المنطقة الساحلية وأشعلت الشرق الأوسط.

وتحدد الصفقة وقف إطلاق نار أولي لمدة ستة أسابيع مع الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، حيث قُتل عشرات الآلاف.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي في الدوحة إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في 19 يناير. وأضاف أن المفاوضين يعملون مع إسرائيل وحماس على خطوات لتنفيذ الاتفاق.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن "هذا الاتفاق سيوقف القتال في غزة ويزيد من المساعدات الإنسانية التي يحتاجها المدنيون الفلسطينيون ويعيد لم شمل الرهائن مع عائلاتهم بعد أكثر من 15 شهرا في الأسر". وتولى خليفته دونالد ترامب منصبه يوم الاثنين وزعم أنه المسؤول عن الاختراق في غزة.

وقال مسؤول إسرائيلي إن قبول إسرائيل للاتفاق لن يكون رسميا حتى تتم الموافقة عليه من قبل مجلس الوزراء الأمني والحكومة في البلاد، ومن المقرر التصويت عليه يوم الخميس . وكان من المتوقع أن يحظى الاتفاق بالموافقة على الرغم من معارضة بعض المتشددين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الائتلافية. وبينما احتفل الناس بالاتفاق في غزة وإسرائيل، صعد الجيش الإسرائيلي هجماته بعد الإعلان، حسبما ذكرت هيئة الطوارئ المدنية والسكان. وفي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، حث بعض سكان غزة الفلسطينيين على توخي الحذر الشديد معتقدين أن إسرائيل قد تصعد الهجمات في الأيام القليلة المقبلة لتعظيم المكاسب قبل بدء وقف إطلاق النار. ومع ذلك، أثارت أنباء اتفاق وقف إطلاق النار الابتهاج في غزة، حيث يواجه الفلسطينيون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والمأوى والوقود. وفي خان يونس، ازدحمت الشوارع وسط أصوات الأبواق وهم يهتفون ويلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرقصون.

وقالت غادة، وهي أم نازحة لخمسة أطفال: "أنا سعيدة. نعم، أنا أبكي، لكن هذه دموع الفرح". وفي تل أبيب، رحبت عائلات الرهائن الإسرائيليين وأصدقائهم أيضاً بالأخبار، قائلين في بيان إنهم شعروا "بفرحة غامرة وارتياح (حول) الاتفاق على إعادة أحبائنا إلى الوطن". وفي بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أعلن وقف إطلاق النار، وصفت حماس الاتفاق بأنه "إنجاز لشعبنا" و"نقطة تحول". وإذا نجحت الهدنة، فإنها ستوقف القتال الذي دمر أجزاء كبيرة من غزة التي تعاني من كثافة سكانية عالية، وأسفر عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص ونزوح معظم سكان القطاع الصغير الذي كان يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الحرب، وفقا لسلطات غزة. وهذا بدوره قد يخفف التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط الأوسع، حيث أججت الحرب الصراع في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل ولبنان وسوريا واليمن والعراق، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين العدوين الإقليميين اللدودين إسرائيل وإيران. ومع بقاء 98 رهينة إسرائيلية في غزة، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن إطلاق سراح 33 منهم، بمن فيهم جميع النساء والأطفال والرجال فوق سن الخمسين. وقال مصدر إن رهينتين أمريكيين، كيث سيجل وساجوي ديكل تشين، من بين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.

طوابير من الأغذية تنتظر على حدود غزة

ويدعو الاتفاق إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقالت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إنهما تستعدان لتوسيع نطاق عمليات المساعدة.

قالت "سيندي ماكين"، المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، في مقابلة مع قناة إكس: "إن وقف إطلاق النار هو البداية وليس النهاية. لدينا أغذية مصطفة على الحدود مع غزة، ونحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على إدخالها على نطاق واسع".

وكان رد الفعل العالمي على وقف إطلاق النار حماسيا، حيث احتفل زعماء ومسؤولون من مصر وتركيا وبريطانيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والأردن وألمانيا والإمارات العربية المتحدة ، وغيرهم، بهذا الخبر.

وأعربت عائلات الرهائن الإسرائيليين عن قلقها من أن الاتفاق قد لا يتم تنفيذه بالكامل وأن بعض الرهائن قد يبقون في غزة.

ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، وكان من المتوقع أن تشمل هذه المرحلة إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، ووقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

المرحلة الثالثة هي معالجة مسألة إعادة جميع الجثث المتبقية وبدء عملية إعادة إعمار غزة بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.

إذا سارت الأمور بسلاسة، فإن الفلسطينيين والدول العربية وإسرائيل لا يزال يتعين عليهم الاتفاق على رؤية لغزة ما بعد الحرب، بما في ذلك الإجابة على السؤال الذي لم تتم الإجابة عليه حول من سيدير غزة بعد الحرب.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com